من العلوم في اللوح المحفوظ ، وهي الشاهد على كل غائب ، وهي الحجة على كل جاحد ، وهي الطريق المستقيم إلى كل خبر ، وهي الصراط الممدود بين الجنة والنار « 1 » .
وفي الأشعار المنسوبة إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام :
دوائك وما تشعر * ودائك منك ولا تبصر وتحسب أنك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر وأنت الكتاب المبين الذي * بأحرفه يظهر المضمر فلا حاجة لك في خارج * تخبّر عنك بما تنظر وإليه الإشارة في التفسير الباطن بقوله : * ( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) * « 2 » ، فإن الإنسان مطرح لأشعة الأنوار القدسية ، وبقوله : * ( وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها ) * « 3 » أي جعله مظهرا لجميع الأسماء الإلهية ، والتجلَّيات الربانية ولذا اختصّ من بين الموجودات بالخلافة الإلهية في العوالم الكلية ، فإن نسخة وجود آدم موافقة لما في العالم وأنموذج له ، ولذا يقال : إن الإنسان عالم صغير والعالم إنسان كبير ، وربما يقال بالعكس على بعض الوجوه ، فقد اندرج في الإنسان على وجه الإجمال والاختصار كليات ما في العوالم كلها ، فإنه قد تنزل منها وانصبغ بصبغها .
ففي الشخص الإنساني نشأة إجمالية قرآنية ، وفي الإنسان الكبير نشأة تفصيلية فرقانية .
كما رواه صاحب كتاب « الاختصاص » قال العالم : خلق اللَّه عالمين : فعالم علوي وعالم سفلي ، وركب العالمين جميعا في ابن آدم وخلقه كرويا مدورا ، فخلق