وعنه بإسناده عن عمرو « 1 » بن شرحبيل أنه قال : « أول ما نزل من القرآن * ( الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ) * وذلك أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أسر إلى خديجة رضي اللَّه عنها ، فقال : لقد خشيت أن يكون خالطني شيء ، فقالت : ما ذاك ؟ قال : إني إذا خلوت سمعت النداء : اقرأ ، ثم ذهب إلى ورقة « 2 » بن نوفل واسأله من تلك الواقعة ، فقال له ورقة : إذا أتاك فاثبت له ، فأتاه جبرئيل عليه السّلام فقال : قل : * ( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ) * » « 3 » .
وقد يستدل له أيضا بالاتفاق على كون سورة الحجر مكية مع أن من آياتها قوله : * ( ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي ) * « 4 » الآية . . . الدالة على أنه تعالى آتاه فيما تقدم السبع المثاني المفسر بالفاتحة بالأخبار المستفيضة « 5 » وغيرها ، وبأنه يبعد أن يقال : إنه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أقام بمكة بضع وعشر سنين وصلى هو وأصحابه من دون فاتحة الكتاب مع أنه ورد عنه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أنه لا صلاة إلا بها « 6 » .