responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 379


وربوبية إذ لا مربوب ، فيكون ذاته محلا للحوادث ( تعالى اللَّه عن ذلك ) .
وإن كانتا قديمتين تعددت القدماء ، فإذا ثبت حدوثها فلا تخلو إما أن تكون من الأمور الاعتبارية التي ليس لها تحقق ولا تحصل في الخارج إلا مجرد الفرض والاعتبار ، كما هو الشأن في الأمور الاعتبارية ، أو أنها من الأمور المتأصلة في الوجود المتحصلة في الشهود الخاضعة لحضرة المعبود ، لا سبيل إلى الأول إذ النسبة تقتضي تحقق النسبتين معها في صقع عالمها ، ومجرد الفرض والاعتبار فرع الفارض والمعتبر ، وتعالى الحق عن ذلك - لأنه لا يهمّ ولا يفكّر ولا يضمر ولا يروّى ، بل فعله إيجاده لا من شيء ، وإنما الفعل منه إحداثه وإبداعه فلا يجري عليه ما هو أجراه على خلقه .
مع أن المربوبات من أنواع الكائنات منتسبون إلى الربوبية ، منها نشأت ، وإليها انتسبت .
فإذا كانت الربوبية أمرا اعتباريا فالمربوب أولى وأحرى بالاعتبارية .
فإن قلت إنّ المربوبية من جملة الكائنات لا ريب في تذوّتها وتجوهرها وتحققها في الأعيان وإن كان ذلك بقيّومية الحق سبحانه ، وأمّا الربوبيّة فهي من المعاني المصدرية النسبية التي لا تحقق لها بنفسها ولو بقيوميّته تعالى ، لعدم تأهلها لذلك ، فإنها في أصل الجعل مجعولة على وجه الارتباط والتعلق ، ألا ترى أن الضرب لا تحصل له في الأعيان إلا بعد وجود المضروب وتعلقه به ووصوله من الضارب إليه ، فمع فرض عدم وجود المضروب ولو في حال تحقّق الضرب كيف يتصور وجوده في الأعيان ؟ نعم يمكن تصوره في الأذهان لكنه خلاف المقصود .
قلت : هذا تمثيل بأفعالنا الناقصة القاصرة لإبداع الخلاق المتعالي وقد قال

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست