أعيان همه شيشه هاى گوناگون بود * كافتاد بر أو پرتو أنوار وجود هر شيشه كه بود سرخ يا زرد وكبود * خورشيد در آن آينه آن رنگ نمود بل أفرط بعضهم في القول وقال : إنّ الماهيات كما هي غير مجعولة فكذلك الوجودات واتصاف الماهيات بها .
قال المحدّث الفيض فيما سماه ب « الكلمات المكنونة » بعد أن ذكر أن الماهيات ليست بجعل جاعل ، وكذلك الوجود ، قال : « بل تأثيره في الماهية باعتبار الوجود ، بمعنى أنه يجعلها متّصفة بالوجود ، لا بمعنى أنه يجعل اتصافها موجودا متحققا في الخارج ، فإنّ الصباغ مثلا إذا صبغ ثوبا فإنه لا يجعل الثوب ثوبا ولا الصبغ صبغا ، بل يجعل الثوب متّصفا بالصبغ في الخارج ، لا أن يجعل اتصافه به موجودا في الخارج .
فليست الماهيات في أنفسها مجعولة ولا وجوداتها في أنفسها أيضا مجعولة ، بل الماهيات في كونها موجودة مجعولة ، والوجودات من حيث تعيناتها وخصوصياتها مجعولة ، وذلك لأن الإمكان إنما يتعلَّق بالوجود من حيث التعين والتخصص ، لا من حيث الحقيقة والذات ، فإنه واجب من هذه الحيثية ، فالوجود وجود أزلا وأبدا ، والماهية ماهية أزلا وأبدا ، غير موجودة ولا معدومة أزلا وأبدا .
وليست هي في منزلة بين الوجود والعدم ، بل إنما وجوداتها بالعرض وبتبعية الوجود لا بالذات ، ولهذا لا يسمى وجودا بل ثبوتا .
ومن هنا يعلم أن الماهيات عين الوجود والحقيقة وإن كانت غيره بالاعتبار إلى آخر ما ذكره .
فوا عجبا كيف احتمل الوجود البحت الواجب جميع الوجودات وجميع الماهيات ، بل وجميع الاتصافات بحيث لم يخرج شيء من هذه الثلاثة من العدم إلى الوجود بل الكل عين الوجود البسيط المجرد ( تعالى اللَّه عن ذلك وعما يقولون