أحد من الخلايق إلا بواسطته ، والخروج من يده ، لأنه من حجاب القدرة ، وطائف حول حجاب العظمة ، ورسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من حجاب العظمة ، وطائف حول حجاب القدرة ، وبالجملة فالولاية المطلقة التامة العامة للنبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، والحامل لتلك الولاية والمتصدي لإحيائها إنما هو مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام في جميع العوالم التكوينية والتشريعية .
ولذا يكون تحتها آدم ومن دونه من الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصديقين والملائكة المقربين صلى اللَّه على محمد وآله وعليهم أجمعين .
وهذا لضرب من البيان وإلا فتحتها جميع العالم من الدرة إلى الذرة ، ومن أعلى عليين إلى أسفل سافلين ، بل جميع ما خلق اللَّه سبحانه من ألف ألف عالم ، وألف ألف آدم في جميع الأكوار والأدوار والأوطار والأطوار إلى غير ذلك مما لا يعلمه أحد إلا اللَّه العزيز الجبار ولذا قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في خبر « الأمالي » : « إن آدم وجميع من خلق اللَّه يستظلون بظل لوائي يوم القيامة » .
ومن هنا يظهر أن الإختصاص والحمل للواء ليس في خصوص الآخرة ، بل في الدنيا أيضا ولذا قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في الخبر المتقدم عن « العلل » : « إنّك صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا » « 1 » .
نعم ظهور هذا اللواء أعني الولاية المطلقة إنما يكون في الآخرة يوم تبلى السرائر ، هنالك الولاية للَّه الحق ، إذ له الملك وله الحمد ، هو المالك لما ملكهم ، والقادر على ما عليه أقدرهم .
وأما إن له سبعين شقّة كل شقّة منه أوسع من الشمس والقمر فهو إشارة إلى كماله وتماميته في عالم الإمكان والأكوان ، وأنه ليس له في هذا العالم قصور ولا