إلى مثله وألجأه الطلب إلى شكله ، وأنّى له والثناء على اللَّه بما هو أهله ومستحقه إلا بمجرد إطلاق القول بذلك والحوالة على ما هنالك ، ولذا ورد في الدعاء : « الحمد للَّه كما هو أهله ومستحقه » .
وقال أشرف الأنبياء والمرسلين صلى اللَّه عليه وآله وعليهم أجمعين : « سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك » « 1 » .
وذلك لأن الخلق وإن بالغ في السعي والاجتهاد وأتى بما في وسعه من القوة والاستعداد ، فلا يمكن له الخروج من حدود الإمكان المحفوف بالقصور والنقصان في جميع العوالم من الإمكان والأعيان والأكوان ، فمن أين له الإحاطة بكمال الواجب * ( سُبْحانَه وتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً ) * .
فالعجز عن درك الإدراك إدراك * والخوض في طلب الإدراك إشراك ولذا نزّهه عن أوصافهم وتوصيفاتهم في قوله : * ( سُبْحانَ اللَّه عَمَّا يَصِفُونَ ) * « 2 » .
ثم استثنى توصيف عباده الذين يصفونه بما وصف به نفسه بقوله : * ( إِلَّا عِبادَ اللَّه الْمُخْلَصِينَ ) * « 3 » وتوصيفهم هو الذي أشار إليه في الآية التالية : * ( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ ) * الغلبة والكبرياء * ( عَمَّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) * الذين يصفونه بما وصف به نفسه وهو قولهم : * ( والْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ) * « 4 » .
ورد في النبوي أنه دعوة أهل الجنة « 5 » كما في الآية « 6 » .