تفسير « * ( الْحَمْدُ لِلَّه ) * » ، فقال : « هو أن اللَّه عرّق عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل ، لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا : الحمد للَّه على ما أنعم به علينا » « 1 » .
وعن مولانا الصادق عليه السّلام في معنى الحمد ، قال : « معناه : الشكر للَّه وهو المنعم بجميع نعمائه على خلقه » « 2 » .
وقال عليه السّلام : « من حمده بصفاته كما وصف نفسه ، فقد حمده ، لأن الحمد حاء والميم ودال ، فالحاء من الوحدانية والميم من الملك والدال من الديمومة ، فمن عرفه بالوحدانية والملك والديمومة فقد عرفه » .
رواهما القاضي سعيد في « أسرار الصلاة » عنه عليه السّلام مرسلا ويأتي الأخير بلفظ آخر عن السلمي عنه عليه السّلام .
بل ربما يستفاد من بعض الأدلة وفحاوي الأخبار اختصاص الحمد باللَّه سبحانه بحيث ليس أحد ممّن سواه أهلا لأن يحمد كما في « المتهجد » في دعاء يوم الجمعة : « اللهم لك الحمد كما توليّت الحمد بقدرتك ، واستخلصت الحمد لنفسك ، وجعلت الحمد من خاصتك ، ورضيت بالحمد من عبادك ، ففتحت بالحمد كتابك ، وختمت بالحمد قضائك ، ولم يعدل إلى غيرك ، ولم يقصر الحمد دونك ، فلا مدفع للحمد عنك ، ولا مستقر للحمد إلا عندك ، ولا ينبغي الحمد إلا لك » « 3 » .
ولعل ذلك الاختصاص لدلالة الحمد على كون المحامد ذاتية أصلية قائمة بالمحمود بقيمومية المطلقة التي لا يشاركها فيه غيره .