وفي « القاموس » : الحمد : الشكر ، والرضاء ، والجزاء ، وقضاء الحق .
وفي « المصباح المنير » للفيومي : حمدته على شجاعته وإحسانه حمدا :
أثنيت عليه .
ومن هنا كان الحمد غير الشكر لأنه يستعمل لصفة في الشخص وفيه معنى التعجب ، ويكون فيه معنى التعظيم للممدوح وخضوع المادح ، كقول المبتلى : إلى الحمد للَّه ، إذ ليس هناك شيء من نعم الدنيا ويكون في مقابلة إحسان يصل إلى الحامد .
وأما الشكر فلا يكون إلا في مقابلة الصنيع ، فلا يقال : شكرته على شجاعته ويقال غير ذلك . انتهى .
وبالجملة ، الأظهر أنه موضوع للمعنى الأعم من دون أن يؤخذ في مفهومه كونه باللسان أو على الجميل الاختياري .
أمّا الأول فلثنائه سبحانه على نفسه ، ولقوله : * ( وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه ) * « 1 » وغير ذلك .
واحتمال التجوز في اللسان ، أو في الحمد ، أو تكلف التأويل مما لا ينبغي الإصغاء إليه ، وما يقال : من أنه لمّا ثبت الاختصاص بالنقل عن الثقات من أرباب اللغات فيحمل أمثال ذلك على المجاز مردود بما سمعت .
وأما الثاني فلشهادة الإطلاق ، ونص أهل اللغة ، وأصالة الحقيقة ، وأولويتها مع عموم المعنى على المجاز .
نعم ، بعض هؤلاء المنكرين للتقييد بالاختياري من الفلاسفة الذين يزعمون أن اللَّه تعالى فاعل بالإيجاب والعلَّية دون الإرادة فالتزموا بقدم العالم ، نظرا إلى أن
