مقاماتها الكلية وانغماسها في البحار الغيبية .
ففي « العلل » عن الصادق عليه السّلام في حديث علَّة الصلاة : « ثم إنّ اللَّه عزّ وجل قال : يا محمد ! استقبل الحجر الأسود وهو بحيالي وكبّرني بعدد حجبي ، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لأن الحجب سبعة ، وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنّة ، والحجب مطابقة ثلثا بعدد النور الذي أنزل على محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ثلاثا ، فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرات ، فلأجل ذلك كان التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا ، فلما فرغ من التكبير والافتتاح قال اللَّه عزّ وجل : الآن وصلت إليّ فسمّ باسمي ، فقال : * ( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * فمن أجل ذلك جعلت في أول السورة » « 1 » الخبر .
ثم إنّ الانتظام الأسماء الثلاثة فيها وجوها أخر لا بأس بالإشارة إليها :
منها : أن أصول العقائد الإسلامية ومنتهى المقاصد الدينية هي التوحيد والنبوة والإمامة المشار إلى جملتها بالأسماء الثلاثة ، فإن الأصل الأول وإن كان هو التوحيد إلا أن الإقرار به لا يتم ولا يقبل ولا ينفع إلا بالإقرار بالنبوة كما أن الإقرار بالنبوة لا يتم إلا بالإقرار بالولاية ، فهو الكاشف الأخير عن الأول كما يستفاد ذلك من الأخبار الكثيرة التي تعرّضنا لها في غير المقام ، بل كل من التاليين لا يتم ولا يتحقق إلا بسابقة كما في دعاء الحجة عجل اللَّه فرجه الإشارة إليه : « اللهم عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك ، اللهم عرّفني رسولك فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرّفني حجتك ، فإنك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني » « 2 » .