شطرين ، فخلق من الشطر الأول محمدا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب عليه السّلام ، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما خلقهما بيده ، ونفخ فيهما بنفسه لنفسه ، وصوّرهما على صورتهما ، وجعلهما أمناء على خلقه ، وخلفاء على خليقته ، وعينا له عليهم ، ولسانا له إليهم ، قد استودع فيهما علمه ، وعلمها البيان ، واستطلعهما على غيبه ، وجعل أحدهما نفسه ، والآخر روحه ، لا يقوم واحد بغير صاحبه ، ظاهرهما بشرية ، وباطنهما لاهوتية ، ظهرا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما .
وهو قوله تعالى * ( ولَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ ) * « 1 » ، فهما مقام رب العالمين ، وحجاب خالق الخلائق أجمعين .
بهما فتح بدء الخلق وبهما يختم الملك والمقادير ، ثم اقتبس من نور محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فاطمة ابنته ، كما من نور محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ابنته كما اقتبس نوره من نوره ، واقتبس من نور فاطمة وعلي عليه السّلام الحسن والحسين كاقتباس المصابيح . . . » الخبر « 2 » .
وفيه شهادة لما يأتي أيضا ولذا نقلنا كثيرا منه مع ما فيه من الفوائد الشريفة والعوائد المنيفة .
ومنها الاشتقاق النفسي المشار إليه بقوله : * ( وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ) * « 3 » .
وقوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « يا علي أنت نفسي التي بين جنبي » « 4 » .
