وإذ مربوب .
ولعله يحمل على المعنيين الأخيرين أو الثالث أو كل من الثلاثة قوله عليه السّلام في تعقيب صلاة التسبيح على ما رواه في « المتهجد » : « أسألك باسمك الذي اشتققته من عظمتك وأسألك بعظمتك التي اشتققتها من كبريائك وأسألك بكبريائك التي اشتققتها من كينونيتك ، وأسألك بكينونيتك التي اشتققتها من جودك ، وأسألك من جودك الذي اشتققته من عزك ، وأسألك بعزّك الذي اشتققته من كرمك » الدعاء « 1 » .
ومنها الاشتقاق الفعلي الإبداعي الذي هو نفس المشيّة الكلية والعناية الربانية والنفس الرحماني ، والنور الشعشعاني .
فعن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم على ما رواه في كتاب « المعراج » : « يا علي ! إن اللَّه تبارك وتعالى كان ولا شيء معه ، فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله » « 2 » .
وفي « رياض الجنان » عن أبي جعفر عليه السّلام : « كان اللَّه ولا شيء غيره ، لا معلوم ولا مجهول ، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته » إلى أن قال عليه السّلام :
« يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس » « 3 » .
وفي « تأويل الآيات » عن الشيخ الطوسي قدّس سرّه بالإسناد عن الكاظم عليه السّلام قال : ( إن اللَّه تبارك وتعالى خلق نور محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من نور اخترعه من نور عظمته وجلاله ، وهو نور لاهوتيته الذي تبدّي وتجلَّى لموسى عليه السّلام في طور سيناء ، فما استقرّ له ، ولا أطاق موسى لرؤيته ، ولا ثبت له حتى خرّ صعقا مغشيا عليه ، وكان ذلك النور نور محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، فلمّا أراد أن يخلق محمدا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم منه قسم ذلك النور
