قال العبد : الرحمن الرحيم ، يقول اللَّه تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال العبد : مالك يوم الدين ، يقول اللَّه تعالى : مجدني عبدني ، وإذا قال العبد : إياك نعبد وإياك نستعين ، يقول اللَّه تعالى : هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل » « 1 » .
ومراتب الأمور الدنيوية أربعة ، الملك ، والملك ، والتصرف فيهما بالمالكية والملكية ، ومراتب الأمور الأخروية أربعة : العبادة للَّه تعالى ، والاسترشاد به والاستعانة به في جميع ذلك وحسن الخاتمة بدوام النعمة وعدم الضلالة والنقمة ، وفاتحة الكتاب مشتملة على جميع هذه المراتب كلها .
لكنك ترى أن هذه كلها جعليات لا تخلو من تكلفات ، نعم هذه السورة الشريفة مشتملة على أصول العقائد التي لا يتطرق إليها النسخ أصلا كما لا يخفى ، ولذا سميت أم الكتاب ، أي أصله الذي لا يتغير أصلا ، بل هو أحد الوجوه أيضا في قوله : * ( مِنْه آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) * « 2 » .
ومنها : « السبع المثاني » بل ظاهر « المجمع » إطلاق كل من الكلمتين عليها « 3 » .
وإنما سميت بها لأنها سبع آيات اتفاقا منا ومن أهل الخلاف ، وإن ذهب بعض هؤلاء إلى عد * ( أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) * آية دون البسملة .