مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ) * « 1 » ، وإن تركت اللام الأولى بقيت البقية على صورة ( له ) ، * ( لَه ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ ) * « 2 » ، وإن تركت اللام الثانية أيضا بقي الهاء المضمومة من هو ، * ( لا إِله إِلَّا هُوَ ) * « 3 » ، والواو زائدة حاصلة من الإشباع ، ولذا يسقط في ( هما ) و ( هم ) إلى غير ذلك من الخواص التي يختص بها هذا الاسم .
واعلم أن أصل هذا الاسم وأسه وأساسه هو الهاء التي تدلّ عليه مجردا عن سائر حروف الاسم ولو مشبعا بالواو ، أو مع سائر الأدوات الجارّة ، وهي النقطة الجوّالة ، والدائرة السيّالة ، وعددها خمسة ، وهي قوى الباب ، وفصل الخطاب ومنه المبدأ ، وإليه المآب .
مع أنّ في هذا العدد خصوصية في ظهوره في المظاهر ، وعدم احتجابه بالسواتر ، ولذا سمّاه أرباب الإرثماطيقي « 4 » بالعدد الدائر ، فإنه إذا ضرب في نفسه كان بعينه محفوظا في الحاصل ، وكذا إذا ضرب في الحاصل ، أو الحاصل في الحاصل ، وهكذا متصاعدا إلى ما لا نهاية له ، فتكون الخمسة محفوظة في المال والكعب ، ومال المال ، ومال الكعب ، وكعب الكعب ، وهكذا ، ولذا كنّوا وأشاروا به إلى الواحد البحت الحقّ الظاهر بصنعه وآثاره في كل شيء كما قال سيد الشهداء عليه السّلام : « أنت الذي تعرّفت إليّ في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل شيء ، فأنت الظاهر لكل شيء » « 5 » ، « متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك ، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك » « 6 » .