وعلى كلّ حال فالحقّ جواز اشتقاقه من كل منها ، بل الجميع على فرض التغاير بناء على عموم المجاز ، أو استعمال المشترك في أكثر من معنى واحد .
ومن هنا ذكر بعض الأجلَّة أن التحقيق على ما يظهر من جملة الأخبار هو أن في اشتقاق اللفظة المقدسة لوحظ جميع هذه المعاني ليذهب الذهن منه إلى كل مذهب ، وهذا من خواص ذلك الاسم الشريف .
ذكر في « مجمع البيان » : « أن معنى ( اللَّه ) و ( الإله ) الذي تحق له العبادة ، وإنما تحق له العبادة لأنه قادر على خلق الأجسام وإحيائها والإنعام عليها بما يستحق به العبادة ، وهو تعالى إله للحيوان والجماد ، لأنه قادر على أن ينعم على كل منهما بما معه يستحق العبادة .
فأما من قال : معنى الإله هو المستحق للعبادة فيلزمه أن لا يكون إلها في الأزل ، لأنه لم يفعل الإنعام الذي يستحق به العبادة وهذا خطأ « 1 » .
أقول : والظاهر أنّه أراد أنّ إطلاق الألوهية إنما هو باعتبار القدرة التي هي من صفات الذات ، سواء تعلقت بابتداء الخلق أو بالإنعام على المخلوق ، لكنه لا يخفى أنّ الفرق غير « 2 » ظاهر بين من تحقّ له العبادة وبين المستحقّ للعبادة ، حيث أثبت الأول ونفى الثاني .
اللهم إلا أن يقال : إنه باعتبار التعبير بالثاني من الصفات الفعلية وهي الربوبية إذ مربوب ، وبالأول من الصفات الذاتية وهي الربوبية إذ لا مربوب .
إلَّا أنّ العبارة لا تساعده ، بل لعلّ اقتصاره على ما ذكره متعلقا للقدرة لتوهّم أنّ غيره غير محتاج في بقائه إلى الفيوض الإلهية والإمدادات الغيبية ، وهو غريب