وفي كثير من الأدعية : « اللهم إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم » أو « باسمك الذي » أو « بأسمائك الحسنى وأمثالك العليا » .
وبالجملة قد علَّمنا اللَّه سبحانه في مفتتح كتابه الجامع التدويني الذي جعله مصدّقا لما بين يديه من الكتاب ، ومهيمنا عليه كيفية التوسل إليه والتقرّب لديه بالاستعانة بأبوابه وحجابه وشفعائه ، وهم أسماؤه الحسنى ، وأمثاله العليا ، فبهم تاب اللَّه على من تاب ، وتوجه على من أناب ، بعد الدخول من الباب ، والوصول إلى الحجاب .
قال اللَّه تعالى : * ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّه كَلِماتٍ ) * « 1 » .
والمراد بها أسماؤهم الشريفة كما في الأخبار الكثيرة .
وفي الجامعة الكبيرة : « من أراد اللَّه بدء بكم ومن وحّده قبل عنكم ومن قصده توجه إليكم » « 2 » .
فافتتح كتابه باسمهم بل بهم ، وعلَّمنا الاستعانة بهم ، فهم المستعانون بهم لكن بإذن ربّهم ، * ( فإنّهم عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَه بِالْقَوْلِ وهُمْ بِأَمْرِه يَعْمَلُونَ ) * « 3 » .
وعلى هذا فإضافة الاسم إلى اللَّه لامية لا بيانية ، فإنهم الاسم اللَّه ، لا الاسم الذي هو اللَّه .
ثم إنّ ألف الاسم وإن كان للوصل يسقط في الدرج لكنه يثبت في الرسم والكتابة كقوله : * ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) * « 4 » ، * ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) * « 5 » ، وإنما أسقطوه في