responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 177


وأما الضوء فلا ندركه وحده ، ولكن لمّا غابت الشمس وأظلمت المواضع أدركنا التفرقة بين الحالتين ، فعلمنا أن الأجسام كانت قد استضاءت بضوء ، واتصفت بصفة فارقتها عند الغروب ، فعرفنا وجود النور بعدمه ، وما كنا نطلع عليه لو لا عدمه إلا بعسر شديد ، وذلك لمشاهدتنا الأجسام متشابهة غير مختلفة في الظلام والنور .
هذا مع أنّ النور أظهر المحسوسات فهو الظاهر بنفسه المظهر لغيره ، وقد خفي أمره بسبب ظهوره لو لا طريان ضده .
فالوجود المطلق فضلا عن الحقّ حريّ بالاختفاء لفرط ظهوره وشدة نوره « 1 » .
فجعله بالجعل الإبداعي التكويني كلمة تامة لتمامية المتكلَّم به وكماله في صفتي الجلال والجمال على أربعة أجزاء فإنّ للمشية الكلية أربعة مقامات :
الأول : مقام اسم الفاعل ومثاله القايم من زيد فإن زيدا لمّا ظهر بصفة القيام قيل له : القائم ، ففعله قيامه ، وهو القائم لكن لا بذاته ، ولذا لو قعد لم يكن قائما ، بل بفعله ، فهو اسم للفاعل من حيث هو فاعل ، وهو الذي خلقه اللَّه بنفسه وأمسكه بظلة ، فإنه تعالى لا ظل له يمسكه ، وهو يمسك الأشياء بأظلَّتها ، وهو المشار إليه في الدعاء الرجبية المهدوية عجل اللَّه فرجه بقوله : « ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك ، لا فرق


( 1 ) قال الحكيم المتأله السبزواري : يا من هو اختفى لفرط نوره الظاهر الباطن في ظهوره وقال الشبستري : جهان جمله فروغ نور حق دان حق اندر وي زبيدائي است پنهان

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست