عين المسمى وأن العبارة التي يعبر بها عن المسمى تسميته تحيّروا في تحرير محل البحث على نحو يكون حريّا لهذا التشاجر ، فعن بعضهم حمل كلامهم على ظاهره والحكم بسخافته .
ولذا قال الرازي في تفسيره : « إن هذا البحث يجري مجرى العبث » « 1 » .
وقال بعضهم : « إنّ الاسم إن أريد به اللفظ فغير المسمى ، لأنه يتألَّف من أصوات مقطَّعة غير قارّة ، ويختلف باختلاف الأمم والأعصار ويتعدد تارة كألفاظ مترادفة ويتحد أخرى ، والمسمى لا يكون كذلك ، وإن أريد به ذات الشيء فهو المسمى ولكنه لم يشتهر بهذا المعنى ، وإن أريد به الصفة كما هو رأي الشيخ أبي « 2 » الحسن الأشعري ، انقسم انقسام الصفة عنده إلى ما هو نفس المسمى وإلى ما هو غيره ، وإلى ما ليس هو نفسه ولا غيره ، فإنّ الصفة عنده منها عين الموصوف كالوجود ومنها غيره ، وهي ما يمكن مفارقتها كالخلق والرزق ، ومنها لا هو ولا غيره ، وهي ما يمتنع انفكاكها كالقدرة والعلم .
وعن بعض الصوفية : إنّ الاسم هو الذات المتعيّنة بصفة ، فتعين ذاته المقدسة بصفة العلم اسمه العليم وبصفة القدرة هو القدير .
قال القيصري « 3 » في « شرح الفصوص » :
« الذات مع صفة معيّنة واعتبار تجلّ من تجلياته تسمّى بالاسم ، فإنّ الرحمن ذات لها الرحمة ، والقهّار ذات لها القهر ، وهذه الأسماء الملفوظة هي أسماء الأسماء .