responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 157


وما ذكرناه من معاني حرف الباء أنموذج يظهر لك باقي معانيها وأمير المؤمنين عليه السّلام هو غيب ذلك كله وحقيقته ومبدؤه وأصله ومنشؤه .
وإليه الإشارة بقوله : « أنا النقطة تحت الباء » أي غيبها وسرها المستتر المقنع بالسر وحقيقتها المحجوبة في ذاتها المتنزلة إلى عالم الناسوت ، إذ ليس المراد هو النقطة الواقعة تحت حرف الباء بالمداد والسواد بحيث نميز الباء عن التاء والثاء والياء ، فإنها حدود عرضية وصفات خارجية وعلامات مميزة لا دخل لها في جوهر الذات ، بل المراد أنّ الوحدة إما وحدة حقية لا تعرّف بكمّ ولا كيف ولا جهة ولا إضافة ولا ذات ولا وصف ولا نعت ولا حقيقة ولا اعتبار ، بل هو الواجب الحق والمجهول المطلق من حيث الذات لا من حيث الآثار ، ولذا ينبغي قطع الطمع عن التكلم فيه تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
وإمّا وحدة خلقية ولها تجليات ومظاهر في جميع العوالم المرتبة في السلسلة الطولية من الدرّة إلى الذرّة ففي عالم الجبروت هي الوحدة وهي المشية الكلية ، ونور محمد وعلي عليهما السّلام ، وهذه الوحدة لا تزال تتنزل من عالم إلى عالم حتى تظهر في عالم الحروف الكتبية المنقوشة في الألواح والسطور بالنقطة التي هي أصل كل الحروف .
فإن أوّل ما يقع القلم في اللوح تظهر النقطة ولو قبل الجريان ، فتظهر هي بنفسها وتتجلى ساير الحروف بها فهي آية نقشية ناسوتية المشية الكلية الإلهية ، كما قال عليه السّلام : « خلق اللَّه المشية بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشية » « 1 » .
ثم اعلم أن الحروف تنقسم إلى حروف كتبية ولفظية ونفسية ، فالباء مثلا لها صورة كتبية منقوشة بالأقلام على الألواح ، وصورة لفظية حاصلة من تقطيع الهواء


( 1 ) بحار الأنوار : ج 4 / 145 ، عن توحيد الصدوق عن الصادق عليه السّلام .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست