وهو الإنسان علَّمه البيان ، فهو السبيل الأعظم ، والمنهج الأقوم ، به يفوز الفائزون ، وينجو الصالحون ، ويصل الواصلون ، وبه تمت الكلمة ، وعظمت النعمة ، وائتلفت الفرقة .
وهي للإلصاق لإيصال الفيوض الإلهية إلى الأرواح الملكوتية والأشباح الناسوتية ، فيعطى بإذن اللَّه كل ذي حق حقه ، ويسوق إلى كل مخلوق رزقه ، ولإيصال الخلق إلى اللَّه بحبل ولايته ، وعروة وثقى محبته ، وجذبة إحاطته وتصرفه ، فهو حبل اللَّه المتين وجنبه المكين .
قال اللَّه تعالى : * ( واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا ) * « 1 » .
وقال : * ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّه ) * « 2 » .
وللمصاحبة مع اللَّه تعالى كما قالوا عليهم السّلام : « إن قلوبنا أوعية لمشية اللَّه ، فإذا شئنا شاء اللَّه » « 3 » .
وقال عليه السّلام : « ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك » .
ولمصاحبته مع الخلق كما قالوا : « إن لنا مع كل ولي لنا أذن سامعة وعين ناظرة » .
وفي الخطبة النطنجية : « لقد علمت ما فوق الفردوس الأعلى وما تحت السابعة السفلى وما في السماوات العلى وما تحت الثرى ، كل ذلك علم إحاطة لا علم إخبار » « 4 » .
