[ سورة الليل ( 92 ) : الآيات 1 الى 8 ] بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ واللَّيْلِ إِذا يَغْشى ( 1 ) والنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ( 2 ) وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثى ( 3 ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ( 4 ) فَأَمَّا مَنْ أَعْطى واتَّقى ( 5 ) وصَدَّقَ بِالْحُسْنى ( 6 ) فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرى ( 7 ) وأَمَّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنى ( 8 ) قوله تعالى : واللَّيْلِ إِذا يَغْشى [ 1 ] قال : باطنها نفس الطبع . والنَّهارِ إِذا تَجَلَّى [ 2 ] نفس الروح . وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثى [ 3 ] أي ومن خلق الخوف والرجاء ، فالخوف ذكر والرجاء أنثى . إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [ 4 ] فمنه ما هو خالص ومنه ما هو مشوب بالأحداث . فَأَمَّا مَنْ أَعْطى واتَّقى ( 5 ) وصَدَّقَ بِالْحُسْنى [ 5 - 6 ] أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه أعطى من نفسه وماله مجهوده ، واتقى سكونه إلى نفس الطبع ، وصدق بالحسنى كلمة التوحيد . وقيل : بالجزاء ، ويقال : هو الإخلاص . فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرى [ 7 ] هو العود إلى الخير . وأَمَّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنى [ 8 ] أبو جهل بخل بطاعته للَّه ورسوله ، واستغنى : أظهر من نفسه الاستغناء عنهما .
[ سورة الليل ( 92 ) : الآيات 10 الى 11 ]
[ سورة الليل ( 92 ) : الآيات 10 الى 11 ] فَسَنُيَسِّرُه لِلْعُسْرى ( 10 ) وما يُغْنِي عَنْه مالُه إِذا تَرَدَّى ( 11 ) فَسَنُيَسِّرُه لِلْعُسْرى [ 10 ] أي نسهل عليه العمل ، بعمل أهل النار ، ألا تراه كيف قال عقبه : وما يُغْنِي عَنْه مالُه إِذا تَرَدَّى [ 11 ] في النار .
[ سورة الليل ( 92 ) : آية 13 ]
[ سورة الليل ( 92 ) : آية 13 ] وإِنَّ لَنا لَلآخِرَةَ والأُولى ( 13 ) وإِنَّ لَنا لَلآخِرَةَ والأُولى [ 13 ] فالآخرة نفس الروح ، والأولى نفس الطبع ، يهدي واحد إلى نفس الروح ، وآخر إلى نفس الطبع .
[ سورة الليل ( 92 ) : آية 17 ]
[ سورة الليل ( 92 ) : آية 17 ] وسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ( 17 ) قوله تعالى : وسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ( 17 ) الَّذِي يُؤْتِي مالَه يَتَزَكَّى [ 17 - 18 ] قال : الأتقى هو الصديق هو أتقى الناس فإن الناس أعطوا واتقوا وهو لم ير الفاني وأبقى لنفسه الباقي كما قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « ما ذا أبقيت لنفسك ؟ قال : اللَّه ورسوله » « 1 » .
[ سورة الليل ( 92 ) : آية 21 ]
[ سورة الليل ( 92 ) : آية 21 ] ولَسَوْفَ يَرْضى ( 21 ) قوله تعالى : ولَسَوْفَ يَرْضى [ 21 ] قال : يعني بما له عندنا ، وهو محل الفضل ، لا محل الثواب ، سرا بسر ، وحياة بحياة ، وأزلية بأزلية . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
( 1 ) شعب الإيمان 2 / 106 ( رقم 1298 ) والحديث قاله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مخاطبا به أبا بكر الصديق .