[ سورة الفجر ( 89 ) : الآيات 1 الى 3 ] بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ والْفَجْرِ ( 1 ) ولَيالٍ عَشْرٍ ( 2 ) والشَّفْعِ والْوَتْرِ ( 3 ) قوله تعالى : والْفَجْرِ [ 1 ] قال : ظاهرها الفجر الصبح . ولَيالٍ عَشْرٍ [ 2 ] قال : يعني عشر ذي الحجة وهي الأيام المعلومات . والشَّفْعِ [ 3 ] آدم وحواء وقيل جميع ما خلق اللَّه من الأضداد ، الليل والنهار والنور والظلمة والموت والحياة .
[ سورة الفجر ( 89 ) : الآيات 3 الى 4 ]
[ سورة الفجر ( 89 ) : الآيات 3 الى 4 ] والشَّفْعِ والْوَتْرِ ( 3 ) واللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ( 4 ) والْوَتْرِ [ 3 ] هو اللَّه تعالى . واللَّيْلِ إِذا يَسْرِ [ 4 ] ليلة الجمع تذهب بما فيها قال : باطنها والفجر محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم منه تفجرت أنوار الإيمان وأنوار الطاعات وأنوار الكونين . ولَيالٍ عَشْرٍ [ 2 ] العشرة من أصحابه الذين شهد لهم بالجنة . والشَّفْعِ [ 3 ] الفرض والسنة . والْوَتْرِ [ 3 ] نية الإخلاص للَّه تعالى في الطاعات دون رؤية غيره فيهان . واللَّيْلِ إِذا يَسْرِ [ 4 ] أمته وذلك السواد الأعظم كما قال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « ليلة أسري بي رأيت سوادا عظيما ما بين السماء والأرض فقلت : ما هذا السواد يا جبريل ؟ قال : هذه أمتك ولك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، لم تكلمهم الخطايا ، ولم يدنسوا بالدنيا لا يعرفون إلا اللَّه » « 1 » ، فأقسم اللَّه به وبأصحابه وبأمته .
[ سورة الفجر ( 89 ) : الآيات 14 الى 16 ]
[ سورة الفجر ( 89 ) : الآيات 14 الى 16 ] إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ( 14 ) فَأَمَّا الإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاه رَبُّه فَأَكْرَمَه ونَعَّمَه فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ( 15 ) وأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاه فَقَدَرَ عَلَيْه رِزْقَه فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ ( 16 ) وجواب القسم : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ [ 14 ] يعني طريق الكل عليه يجازيهم بأعمالهم فأما سالم أو غيره يقول : يجعل رصدا من الملائكة على جسر جهنم معهم الحسك يسألون الخلق عن الفرائض . فَأَمَّا الإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاه رَبُّه فَأَكْرَمَه ونَعَّمَه [ 15 ] قال : يعني بعض المؤمنين إذا اختبره ربه بالنعمة فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ [ 15 ] بما أعطاني من السعة والرزق وذلك له استدراج واغترار . وقد قال الحسن رضي اللَّه عنه : لا يزال العبد بخير ما علم ما الذي يفسد عمله . ومنهم من يزين له ما هو فيه ومنهم من تغلبه الشهوة . وأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاه فَقَدَرَ عَلَيْه رِزْقَه [ 16 ] أي قتر عليه رزقه . فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ [ 16 ] بالفقر ، يقول اللَّه : كلا لم أبتله بالغنى لكرامته ، ولم أبتله بالفقر لهوانه علي . ولقد حكي أن فتح الموصلي رجع إلى أهله بعد صلاة العتمة وكان صائما فقال : عشوني فقال : ما عندنا شيء نعشيك به : قال : فما لكم جلوس في الظلمة ؟ قالوا : ما عندنا زيت نسرج به .
( 1 ) صحيح البخاري : كتاب الطب ، باب من اكتوى ، رقم 5378 ، وباب من لم يرق ، رقم 5420 وكتاب الرقاق ، باب يدخل الجنة ، رقم 6175 .