وحكي أن أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه لما احتضر جاءت عائشة رضي اللَّه عنها فتمثلت بهذا البيت : [ الطويل ] لعمرك ما يغني الثّراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر « 1 » فكشف عن وجهه فقال : ليس كذلك ، ولكن قولي : وجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ ق : 19 ] انظروا ثوبي هذين وكفنوني فيهما ، فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت « 2 » . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
السورة التي يذكر فيها الإنسان
السورة التي يذكر فيها الإنسان
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 5 ]
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 5 ] إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ( 5 ) قوله تعالى : إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ [ 5 ] الآية . قال : الأبرار الذين تخلقوا بخلق من أخلاق العشرة الذين شهد لهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالجنة . قيل : فما أول شيء ينبغي من الأخلاق ؟ فقال : احتمال المئونة ، والرفق في كل شيء ، والحذر أن لا يميل في رفعه إلى هواه في هذه الخصال اكتساب العقل . ثم لا بد من ثلاثة أخرى فيها اكتساب المعرفة واستعمال العلم والحلم والتواضع ، ثم لا بد من ثلاثة أخرى فيها أحكام التعبد السكينة والوقار والإنصاف . وقال : من كان فيه ثلاث خصال لم يأكل التراب جسده ، كف الأذى عن الناس ، ثم احتمال أذاهم ، ثم اصطناع المعروف معهم .
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 7 ]
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 7 ] يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ويَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّه مُسْتَطِيراً ( 7 ) ويَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّه مُسْتَطِيراً [ 7 ] قال : البلايا والشدائد في الآخرة عامة ، والسلامة منها خاص الخاص .
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 11 ]
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 11 ] فَوَقاهُمُ اللَّه شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ ولَقَّاهُمْ نَضْرَةً وسُرُوراً ( 11 ) قوله تعالى : ولَقَّاهُمْ نَضْرَةً وسُرُوراً [ 11 ] قال : نضرة في الوجوه وسرورا في القلب .
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 18 ]
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 18 ] عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ( 18 ) قوله تعالى : عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا [ 18 ] وقال : حكي عن المسيب أنه قال : هي عين يمين العرش من قصب من ياقوت . قال سهل : نبه اللَّه به عباده المؤمنين ، ثم قال : سلوا ربكم السبيل إلى هذه العين .
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 21 ]
[ سورة الإنسان ( 76 ) : آية 21 ] عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وإِسْتَبْرَقٌ وحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ( 21 ) قوله تعالى : وسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً [ 21 ] قال سهل : نهى اللَّه عباده عن نجاسة خمور الدنيا بما فرق بين الطاهر والطهور ، وبين خمور الجنة وخمور الدنيا نجاسة ، فإن خمور الدنيا نجسة تنجس شاربها بالآثام ، وخمور الجنة طهور تطهر شاربها من كل دنس ، وتصلحه لمجلس القدس ومشهد العز . وصلى سهل صلاة العتمة فقرأ قوله تعالى : وسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً [ 21 ] فجعل يحرك فاه كأنما يمص شيئا ، فلما فرغ من صلاته قيل له : أتشرب في الصلاة ؟ فقال : واللَّه لو لم أجد لذته عند قراءته كأني عند شربه به ما فعلت ذلك . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
( 1 ) البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص 199 . ( 2 ) تفسير القرطبي 17 / 12 - 13 والكامل في التاريخ 2 / 270 .