responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 177


السورة التي يذكر فيها المعارج

السورة التي يذكر فيها المعارج

[ سورة المعارج ( 70 ) : الآيات 4 الى 7 ]

[ سورة المعارج ( 70 ) : الآيات 4 الى 7 ] تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُه خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ( 4 ) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا ( 5 ) إِنَّهُمْ يَرَوْنَه بَعِيداً ( 6 ) ونَراه قَرِيباً ( 7 ) قوله تعالى : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْه [ 4 ] قال : تعرج الملائكة بأعمال بني آدم والروح وهو دهن النفس ، وتعرج إلى اللَّه تعالى مشاهدة بالإخلاص في أعماله ، فيقطع هذه المسافة إلى العرش التي مقدارها خمسون ألف سنة بطرفة عين ، هذا باطن الآية .
قوله تعالى : فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا [ 5 ] أي رضا من غير شكوى ، فإن الشكوى بلوى ، ودعوى الصبر معه دعوى ، وإن للَّه تعالى عبادا شكوا به منه إليه حجة تمسك النفس الطبع عن التفات إلى شيء غير الذي من أجله صبر الصابر .
قوله تعالى : إِنَّهُمْ يَرَوْنَه بَعِيداً ( 6 ) ونَراه قَرِيباً [ 6 - 7 ] قال : يعني أنهم يرون المقضي عليهم من الموت والبعث والحساب بعيدا لبعد آمالهم ، ونراه قريبا ، فإن كل كائن قريب ، والبعيد ما لا يكون . ثم قال : إن العلماء طلبوا الوسوسة في الكتاب والسنة ، فلم يجدوا لها أصلا إلا فضول الحلال وفضول الحلال أن يرى العبد وقتا غير وقته الذي هو فيه وهو الأمل . وقد روي عن حبيش عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : « أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يريق الماء فيتمسح بالتراب فقلت : يا رسول اللَّه إن الماء منك لقريب . فقال : لا أدري لعلي لا أبلغه » « 1 » . وقد قال أسامة :
قرباننا إلى شهرين . إن أسامة لطويل الأمل . وسئل سهل : بم ترحل الدنيا من القلب ؟ فقال :
بقصر الأمل . فقيل : وما قصر الأمل ؟ فقال : قطع الهموم بالمضمون ، والسكون إلى الضامن .

[ سورة المعارج ( 70 ) : الآيات 19 الى 22 ]

[ سورة المعارج ( 70 ) : الآيات 19 الى 22 ] إِنَّ الإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ( 19 ) إِذا مَسَّه الشَّرُّ جَزُوعاً ( 20 ) وإِذا مَسَّه الْخَيْرُ مَنُوعاً ( 21 ) إِلَّا الْمُصَلِّينَ ( 22 ) قوله تعالى : إِنَّ الإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً [ 19 ] قال : يعني متقلبا في حركات الشهوات واتباع الهوى . إِذا مَسَّه الشَّرُّ جَزُوعاً ( 20 ) وإِذا مَسَّه الْخَيْرُ مَنُوعاً [ 20 - 21 ] قال : إذا افتقر حزن ، وإذا أثرى منع . إِلَّا الْمُصَلِّينَ [ 22 ] أي العارفين بمقادير الأشياء ، فلا يكون لهم بغير اللَّه فرح ، ولا إلى غيره سكون ، ولا من غيره فرح ، فراقه جزع ، كما قال : والَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ [ 27 ] .
وقد حكي عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنه قال : « من خيار أمتي فيما نبأني الملأ الأعلى في الدرجات العلى قوم يضحكون جهرا من سعة رحمة ربهم ، ويبكون سرا من خوف شدة عذاب ربهم ،


( 1 ) قوت القلوب 2 / 33 .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست