وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَه بِشِمالِه فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَه [ 25 ] أي بما فيه من الأعمال الخبيثة والكفر ، فيتمنى أن يكون غير مبعوث ،
[ سورة الحاقة ( 69 ) : الآيات 27 الى 30 ]
[ سورة الحاقة ( 69 ) : الآيات 27 الى 30 ] يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ( 27 ) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَه ( 28 ) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَه ( 29 ) خُذُوه فَغُلُّوه ( 30 ) فيقول : يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ [ 27 ] يعني : يا ليت الموتة الأولى كانت عليّ فلم أبعث . ما أَغْنى عَنِّي مالِيَه [ 28 ] كثرة مالي ، حيث لم أؤد منه حق اللَّه ، ولم أصل به القرابة . هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَه [ 29 ] يعني حجتي وعذري ، فيقول اللَّه تعالى : خُذُوه فَغُلُّوه [ 30 ] فإذا قال ذلك ابتدره مائة ألف ملك ، لو أن ملكا منهم أخذ الدنيا بما فيها من جبالها وبحارها بقبضته لقوي عليه فتغل يداه إلى عنقه ثم يدخل في الجحيم .
[ سورة الحاقة ( 69 ) : آية 32 ]
[ سورة الحاقة ( 69 ) : آية 32 ] ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوه ( 32 ) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً [ 32 ] كل ذراع سبعون باعا ، كل باع أبعد مما بين الكوفة ومكة ، لو وضعت حلقة منها على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص ، كذا حكي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما . وحكي أن عمر رضي اللَّه عنه قال لكعب : خوفنا يا أبا إسحاق . قال : يا أمير المؤمنين ، لو أنك عملت حتى تعود كالعود المقضوب من العبادة ، وكان لك عمل سبعين نبيا لظننت أن لا تنجو من أمر ربك وحملة العرش ، وجيء باللوح المحفوظ الذي قد حفظ فيه الأعمال وبرزت الجحيم وأزلفت الجنة ، وقام الناس لرب العالمين ، وزفرت جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه ، حتى يقول إبراهيم : نفسي نفسي ، فيدعى على رؤوس الخلائق بالرجل العادل والرجل الجائر ، فإذا جيء بالرجل العادل رفع إليه كتابه بيمينه ، فلا سرور ولا فرح ولا غبطة نزل يومئذ بعبد أفضل مما نزل به ، فيقول على رؤوس الخلائق ما حكاه اللَّه تعالى ، ثم يؤتى بالرجل الجائر ، فيدفع إليه كتابه بشماله ، فلا حزن ولا ذل ولا حسرة أشد مما نزل بالرجل ، فيقول على رؤوس الخلائق ما حكى اللَّه تعالى ، فيؤخذ ويسحب على وجهه إلى النار ، فينتثر لحمه وعظامه ومخه . فقال عمر رضي اللَّه عنه : حسبي حسبي « 1 » . قال سهل : إن السلاسل والأغلال ليست للاعتقال ، وإنما هي لتجذبهم سفلا بعد أبدا ما داموا فيها .
[ سورة الحاقة ( 69 ) : الآيات 44 الى 46 ]
[ سورة الحاقة ( 69 ) : الآيات 44 الى 46 ] ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الأَقاوِيلِ ( 44 ) لأَخَذْنا مِنْه بِالْيَمِينِ ( 45 ) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْه الْوَتِينَ ( 46 ) قوله عزّ وجلّ : ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الأَقاوِيلِ [ 44 ] قال : يعني لو تكلم بما لم تأذن له فيه . لأَخَذْنا مِنْه بِالْيَمِينِ [ 45 ] يعني أمرنا بأخذ يده كما تفعل الملوك . ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْه الْوَتِينَ [ 46 ] وهو نياط القلب ، وهو العرق الذي يتعلق القلب به ، إذا انقطع مات صاحبه ، فنقطع ذلك السبب بمخالفته إيانا .
[ سورة الحاقة ( 69 ) : آية 48 ]
[ سورة الحاقة ( 69 ) : آية 48 ] وإِنَّه لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ( 48 ) قوله تعالى : وإِنَّه لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ [ 48 ] قال : يعني القرآن رحمة للمطيعين .
[ سورة الحاقة ( 69 ) : آية 50 ]
[ سورة الحاقة ( 69 ) : آية 50 ] وإِنَّه لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ( 50 ) قوله تعالى : وإِنَّه لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ [ 50 ] قال : يعني ما يرون من ثواب أهل التوحيد ومنازلهم وكريم مقاماتهم ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .