رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عهد إلينا عهدا فقال : « ليكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب » « 1 » ، وحولي هذه الأوساد - جمع وسادة - وإنما كان حوله لحافه ومطهرته وجفنته . فقال سعد : يا أبا عبد اللَّه ، اعهد إلينا عهدا نأخذه بعدك . فقال : يا سعد ، اذكر اللَّه تعالى عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا أقسمت « 2 » . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
السورة التي يذكر فيها التغابن
السورة التي يذكر فيها التغابن
[ سورة التغابن ( 64 ) : آية 2 ]
[ سورة التغابن ( 64 ) : آية 2 ] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ ومِنْكُمْ مُؤْمِنٌ واللَّه بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 2 ) قوله تعالى : واللَّه بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [ 2 ] هل وافق العمل الطبع والخلقة .
[ سورة التغابن ( 64 ) : الآيات 14 الى 15 ]
[ سورة التغابن ( 64 ) : الآيات 14 الى 15 ] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وإِنْ تَعْفُوا وتَصْفَحُوا وتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 14 ) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ واللَّه عِنْدَه أَجْرٌ عَظِيمٌ ( 15 ) قوله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [ 14 ] قال : من حملك من أزواجك وأولادك على جمع الدنيا والركون إليها فهو عدو لك ، ومن حثك على بذلها وإنفاقها ، وذلك على القناعة والتوكل فليس بعدو لك . وحكي عن الحسن أنه قال : يا ابن آدم ، لا يغرنك من حولك من السباع الضارية ابنك وحليلتك وكلالتك وخادمك ، أما ابنك فمثل الأسد في الشدة والصولة ، ينازعك فيما في يدك وأما حليلتك ، فمثل الكلبة في الهرير والبصبصة ، تهر أحيانا وتبصبص أحيانا وأما كلالتك ، فو اللَّه لدرهم يقع في ميراث أحدهم ، أحب إليه من أن لو كنت أعتقت رقبة وأما خادمك ، فمثل الثعلب في الحيل والسرقة . وأقول لك يا ابن آدم ، اتق اللَّه ، فلا توقر ظهرك بصلاحهم ، فإنما لك خطوات إلى منزلك القابل لأربعة أذرع في ذراعين ، فإذا وضعوك هناك انصرفوا عنك وصرفوا النيات ، وضربوا الدفوف ، وضحكوا بالقهقهة ، وأنت تحاسب بما في أيديهم . قوله تعالى : نَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [ 15 ] قال : إن أعطاك اللَّه المال تشاغلت بحفظه ، وإن لم يعطك تشاغلت بطلبه ، فمتى تتفرغ له . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .
( 1 ) سنن ابن ماجة 2 / 1374 ( رقم 1404 ) والمستدرك على الصحيحين 4 / 353 . ( 2 ) شعب الإيمان 7 / 305 - 306 والترغيب والترهيب 4 / 79 ، 112 .