[ سورة الجمعة ( 62 ) : الآيات 2 الى 3 ] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِه ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ( 2 ) وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 3 ) قوله تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ [ 2 ] قال : الأميون هم الذين صدقوا محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، نسبوا إليه لاتباعهم إياه واقتدائهم به ، ومن لم يقتد به فليس من أمته . قوله تعالى : وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ [ 3 ] يعني الذين جاؤوا من بعده فآمنوا به واتبعوه يلحقهم اللَّه بأولهم .
[ سورة الجمعة ( 62 ) : آية 11 ]
[ سورة الجمعة ( 62 ) : آية 11 ] وإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّه خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ ومِنَ التِّجارَةِ واللَّه خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 11 ) قوله تعالى : وإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها [ 11 ] قال : من شغله عن ربه شيء من الدنيا والآخرة فقد أخبر عن خسّة طبعه ونذالة همته ، لأن اللَّه قد فتح له الطريق ، وأذن له في مناجاته ، فاشتغل بما يفنى ، ولم يكن عالما بمن لم يزل ، ولا يزال . قوله تعالى : قُلْ ما عِنْدَ اللَّه خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ ومِنَ التِّجارَةِ [ 11 ] قال : يعني ما ادخر لكم في الآخرة من جزيل العطايا واللذة الباقية ، خير مما أعطاكم من الدنيا . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
السورة التي يذكر فيها المنافقون
السورة التي يذكر فيها المنافقون
[ سورة المنافقون ( 63 ) : آية 1 ]
[ سورة المنافقون ( 63 ) : آية 1 ] بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّه واللَّه يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُه واللَّه يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ( 1 ) قوله تعالى : واللَّه يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ [ 1 ] قال : لأنهم أقروا بألسنتهم ولم يعرفوا بقلوبهم ، فلذلك سماهم منافقين . ومن عرف بقلبه ، وأقر بلسانه ، ولم يعمل بأركانه ما فرض اللَّه عليه من غير عذر ، كان كإبليس لعنه اللَّه ، عرفه وأقربه ولم يعمل بأمره . قال : والنفاق على ضربين ، عقد بالقلب وإظهار خلافه باللسان ، كما قال تعالى : يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [ الفتح : 11 ] والضرب الآخر نفاق نفس الطبع مع صاحبها ، وهو الذي قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « الشرك الخفي في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء » « 1 » .
[ سورة المنافقون ( 63 ) : آية 9 ]
[ سورة المنافقون ( 63 ) : آية 9 ] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ ولا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّه ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ( 9 ) قوله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ ولا أَوْلادُكُمْ [ 9 ] عن أداء الفرائض في مواقيتها ، فإن من شغله عن ذكر اللَّه وخدمته عرض من عروض الدنيا شيئا لشهوته ، ووجد في عبادته نشاطا فهو مخدوع ، إلا الذي يأخذها اللَّه عزّ وجلّ . وقد حكي أن سلمان دخل عليه سعد بن أبي وقاص « 2 » رضي اللَّه عنه يعوده فبكى سلمان فقال : ما يبكيك يا أبا عبد اللَّه ، توفي سيدنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهو عنك راض ، وتلقى أصحابك وترد حوضه . فقال سلمان : أما إني لست أبكي جزعا على الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن
( 1 ) تقدم الحديث مع تفسير الآية ( 106 ) من سورة يوسف . ( 2 ) سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب القرشي الزهري ( 23 ق . ه - 55 ه ) : الصحابي الأمير ، فاتح العراق ومدائن كسرى . أحد العشرة المبشرين بالجنة . ( الحلية 1 / 92 ) .