[ سورة ق ( 50 ) : آية 1 ] بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ق والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ( 1 ) قوله تعالى : ق [ 1 ] أقسم اللَّه تعالى بقوته وقدرته ، وظاهرها الجبل المحيط بالدنيا ، وهو أول جبل خلقه اللَّه تعالى ، ثم بعده جبل أبي قبيس وهو الجبل الذي فوق الصفا ، ودونه بمسيرة سنة جبل تغرب الشمس وراءه ، كما قال : حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ [ ص : 32 ] وله وجه كوجه الإنسان ، وقلب كقلوب الملائكة في المعرفة . قوله : والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ 1 ] قال : يعني المشرف على سائر الكلام .
[ سورة ق ( 50 ) : آية 8 ]
[ سورة ق ( 50 ) : آية 8 ] تَبْصِرَةً وذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ( 8 ) قوله : تَبْصِرَةً وذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ [ 8 ] أي مخلص القلب للَّه بالتوحيد إليه ، وإدامة ذكره بواجباته .
[ سورة ق ( 50 ) : آية 18 ] ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْه رَقِيبٌ عَتِيدٌ ( 18 ) قوله تعالى : ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْه رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ 18 ] قال : أي حافظ حاضر لا يغيب عنه ، ولا يعلم الملك ما في الضمير من الخير والشر إلا عند مساكنة القلوب إياه ، فيظهر أثر ذلك على الصدر من الصدر إلى الجوارح نور ورائحة طيبة عند العزم على الخير ، وظلمة ورائحة منتنة عند العزم على الشر ، واللَّه يعلم ذلك منه على كل حال ، فليتقه بقوله : إِنَّ اللَّه كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ النساء : 1 ] .
[ سورة ق ( 50 ) : الآيات 21 الى 22 ]
[ سورة ق ( 50 ) : الآيات 21 الى 22 ] وجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ ( 21 ) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ( 22 ) قوله تعالى : وجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ [ 21 ] يعني كتبة في الدنيا تسوقه إلى المحشر ، ويشهدون له وعليه ، فيقول العبد : أليس قولك الحق وقد قلت : وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّه لا تُحْصُوها [ إبراهيم : 34 ] ، وقال نبيك صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « ما منكم أحد يدخل الجنة بعمله إلا برحمة اللَّه » « 1 » ، فيقول اللَّه تعالى : « قولي الحق ، وصدق نبيي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، انطلق إلى الجنة برحمتي » . قال : وهو معنى قوله تعالى : لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وأَجْرٌ كَبِيرٌ [ هود : 11 ] .
( 1 ) صحيح مسلم ، رقم 2815 ، 2816 ومجمع الزوائد 10 / 357 .