responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 47


قوله تعالى : * ( ويومَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ يقولُ يا ليتني اتّخذتُ مع الرسولِ سبيلا ) * ( الفرقان 27 ) المقصود عند جميع المفسِّرين أن ( الظالم ) هنا هو اسمُ للجنس ، فلا يُقصدُ به ظالمٌ معيّنٌ مخصوصٌ .
في حين يرى المنهج وفقاً لقواعده أن هذا خطأٌ شنيعٌ . فإنَّ الظلم كفعلٍ معلومٍ يرتكبه من الجنس الإنساني جمعٌ هم ( الظالمون ) . وهو لفظٌ للجمع مستعملٌ في القرآن . وإذا اعتبرنا لفظي ( الظالم ) و ( الظالمون ) سواءً فقد هدمنا على أنفسنا البناء الهندسي للقرآن ، واستحالت معرفة أي تركيبٍ قرآني مرتبطٍ بهذه الألفاظ .
إنّ ( الظالم ) في المنهج هو فردٌ مخصوصٌ واحدٌ ، وهو مدلولٌ يدلُّ عليه اللفظ الذي ورد بصيغة المفرد المعرّف بال التعريف . وأطلِقَ عليه هذا المعنى لأنَّه الظالم الحقيقي ، والمؤسّس الأول للظلم على مرِّ التاريخ .
ويدلّ عليه في هندسة الألفاظ استخدام لفظ ( الرسول ) مجرداً عن الإضافة إلى لفظ الجلالة أو أي لفظٍ آخرٍ لإظهار التقابل . فكما أن الرسولَ معلومٌ ، وهو فردٌ واحدٌ ، فكذلك الظالمُ هو فردٌ واحدٌ معلومٌ . وهذا ما يدلّ عليه الإفراد في الفعل ( يقولُ ) ، والفعل ( يعضُّ ) ، وجميع الألفاظ الأخرى مثل ( على يديه ) ، ( يا ليتني ) و ( اتّخذتُ ) .
وكذلك قول الظالم :
* ( يا ويلتي ليتني لم أتّخذ فُلاناً خليلا ) * ( الفرقان 28 ) فأنّ لهذا الظالم قريناً يعرفُهُ باسمه ، ولا يُعقل أن يكون لجميع الظالمين الخليل نفسه .
وجوب التقيّد بصيغة الجمع إذا تعدّدت الجموع :
من المعلوم أنَّ في العربية أكثر من جمعٍ للمفرد الواحد . وقد دأب أصحاب المعاجم وتابَعَهم النحويون والمفسّرون على اعتبار الجموع المتعدّدة شيئاً واحداً . فيقولون مثلاً : ( أخٌ : مفردٌ ويجمع على أخوة وأخوان ) .
وعندها يذكر لك المفسّر تلك العبارات الأزلية نفسها كقوله : ( أخوة وإخوان واحد ) أي بمعنىً واحدٍ ، إن المنهج اللفظي يكشف النقاب عن هذا الخطأ الفاحش الذي أدّى إلى اضطراب اللغة عموماً ، والتخبّط في معرفة آيات القرآن .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست