نام کتاب : الرمز في قصة إبراهيم ( ع ) نویسنده : أحمد العبيدي جلد : 1 صفحه : 39
من الآية : ( وإذ ابتلى إبراهيم . . . ) خص إبراهيم فقط ، والحال ان إبراهيم وإسماعيل كانا شريكين في كلمات الابتلاء ، والاشتراك كان دائرا بينهما بنحو التتميم ، على أن يبدأ الأمر بإبراهيم ثم ينتقل ليتم بإسماعيل ، فكان قبول إسماعيل الذبح تماما لعزم إبراهيم وتصديقه ، وفى استخدام مادة ( الاتمام ) في الآية إشارة لهذه النكتة ، لان الأثر - الذي هو الإمامة - ما كان له ان يترتب لولا تمام الابتلاء بقبول إسماعيل وتسليمه ، فالشيء لا ترتب آثاره ما لم يتم ، كالصوم : فان اليوم منه لو انخرم بافطار لحظة قبل الغروب لما ترتب عليه أثر الصوم واعتبر فاسدا ، ( وأتموا الصيام إلى الليل ) [77] ، فتمام الصيام من الفجر الصادق إلى دخول الليل دون ان يتخلله نقص . والثانية : في كون الضمير في ( فأتمهن ) راجعا إلى اللّه تعالى : فإسماعيل حينما أجاب أباه - في معرض موافقته على الذبح - جعل صبره على القبول معلقا على مشيئة اللّه تعالى فقال : ( ستجدني ان شاء اللّه من الصابرين ) ، وعليه فنسبه الاتمام إلى اللّه أدق ، لأنه تعالى هو الذي شاء ان يقبل إسماعيل الذبح ، فيكون المعنى ( ان اللّه أتم الكلمات