نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 95
أي توجيه ، ويؤكد طلبه بالبكاء والالحاح لو لم يوفق إلى الحصول عليه . وكلما تقدم في سني حياته يقترب إلى الحياة الاجتماعية ويتعرف على ما يفرضه عليه الخضم الاجتماعي ، فيبتعد تدريجا عن القول جزافا والطلب غير الوجيه ، وهكذا تتبدل به الأحوال حتى ينسى إلى حد ما مطاليبه الجزافية . وشاهد آخر : اننا نرى أن انسانا ما لو أوتي قدرة فوق قدرة المجتمع المحيط به لم يلتزم بما يتطلبه منه من التعاون الاجتماعي ، بل يحاول بكل امكاناته استخدام الناس ليستثمر جهدهم بدون أي تعويض . يشير تعالى إلى التعاون الاجتماعي المذكور بقوله : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) [1] . الآية الكريمة تشير إلى حقيقة التعاون الاجتماعي ، وأن كل واحد من أفراد البشر يفوق على غيره في جانب من الجهد المشترك ، فكل فرد من المجتمع له قابلية خاصة يستثمر الآخرين بواسطتها ، فهم وحدة اجتماعية متشابكة كالسدى واللحمة بالنسبة إلى الثوب . ويقول تعالى : ( ان الانسان لظلوم كفار ) [2] .