نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 91
ولزيادة توضيح هذا الموضوع يجب أن ندرس النقاط التالية : أ - الهداية العامة وهداية الانسان : لقد ذكرنا في مباحث سابقة بصورة موسعة أن لكل موجود في هذا الكون - من الأحياء والجمادات وغيرهما هدفا يتوجه إلى تحقيقه منذ أول خلقته ، وقد أودع فيه ما يناسب تحقيق هدفه من الآلات والمعدات ، ولابد أن يجتهد حتى يصل إلى ذلك الهدف ويناله ، قال تعالى : ( ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) [1] وقال ( الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى ) [2] . وقد ذكرنا أيضا أن هذا القانون الكلي ( قانون الهداية العامة ) يشمل الانسان كما يشمل غيره ، فله في حياته هدفه الخاص الذي يسعى إلى تحقيقه ضن الاطار العام ، وقد أودع فيه ما يمكنه من الوصول اليه والحصول عليه ، ونجاحه في مسيرته الطويلة في اطار هذا القانون هو الوصول إلى الكمال والسعادة ، كما أن اخفاقه في هذه المسيرة هو الانزلاق في مهوى الشقاء الأبدي . وخلقته والأسرار المودعة فيه هي التي تدله على طريق الوصول إلى ذلك الهدف السامي ، قال تعالى : ( انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا *