نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 89
فلو كانت النبوة والرسالة أثر من تلك الصرخة لكانت عامة في الناس مودعة في كل الضمائر ، وكان جميع الناس أنبياء ورسلا ، مع العلم انا نجد أن الله تعالى يختص بعض عباده بهما فيقول : ( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالته ) [1] . تدل الآية الكريمة على أن الكفار كانوا يشترطون لايمانهم عمومية الرسالة ليكون لهم حصة منها ، فيرد عز شأنه عليهم مثبتا أن الرسالة خاصة بفئة مختارة . 5 حول التفسير الثاني : لقد كررنا القول اننا لا نحاول في هذه البحوث المختصرة اثبات أن الدين الاسلامي حق ودعوى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صدق ، بل نريد أن نذكر أن تفسير أولئك الباحثين الوحي والنبوة والرسالة بما فسروه به خاطئ لا يطابق ما جاء في القرآن العظيم ، فنقول بصدد التفسير الثاني : يحاول التفسير الثاني أن يفسر الأصول الاعتقادية التي أتى بها الرسول بأنها مجموعة من العقائد الخرافية التي ألقيت على الناس بشكل دين سماوي ، ذلك لأن الناس كانوا في جهل وأمية ولو تتوفر فيهم الثقافة والعلم فلم يمكن اصلاحهم الا من هذا الطريق . كانت هذه التعاليم الخرافية من صالح الناس ، وكان