نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 100
محتاجا إلى الحياة الاجتماعية فسعادته وشقاؤه في سعادة المجتمع وشقائه ، وهو جزء واحد من الهياكل الاجتماعية ولابد أن يجد سعادته وحسن عاقبته في سعادة المجتمع . وعلمنا أيضا أن الطريق الوحيد للحصول على ضالته المنشودة هو ( القانون المشترك ) الذي فيه السعادة الاجتماعية التي بضمنها سعادته الفردية . وتبين أيضا ضرورة هداية الانسان كسائر الأشياء إلى ذلك الهدف الذي يشتمل على سعادته ، وارشاده إلى المقدمات الموصلة اليه . ومعنى هذا انه يجب أن يدل إلى القانون المشترك الذي يلزم مراعاته . من كل هذه المقدمات نستنتج أنه لابد للانسان من ادراك يدله على هدفه غير الادراك العقلي . والطريق الوحيد الذي نعرفه غير طريق العقل هو ما نجده في أشخاص يسمونهم بالأنبياء ومبعوثي الاله ، وهو الذي يسميه الأنبياء بالوحي السماوي ، ويقيمون على اثبات مدعاهم الأدلة والحجج . قال تعالى : ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ) [1] . ويقول : ( انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من