responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 167


المكبر نفسه ، وفى نويس مع أصله كما أحاط به علمك ( قوله ولام التعريف فيه ) أي في الناس ( للجنس ) فإن قيل لا فائدة في الإخبار بأن من يقول كذا وكذا من الناس ، أجيب بأن فائدته التنبيه على أن الصفات المذكورة تنافى الإنسانية ، فينبغي أن يجهل كون المتصف بها من الناس ويتعجب منه ، ورد بأن مثل هذا التكريب قد يأتي في مواضع لا يتأتى فيها مثل هذا الاعتبار ولا يقصد فيها إلا الإخبار بأن من هذا الجنس طائفة متصفة بكذا كقوله تعالى - من المؤمنين رجال صدقوا - فالأولى أن يجعل مضمون الجار والمجرور مبتدأ على معنى ، وبعض الناس أو بعض منهم من اتصف بما ذكر فيكون مناط الفائدة تلك الأوصاف ، ولا استبعاد في وقوع الظرف بتأويل معناه مبتدأ يرشدك إلى ذلك قول الحماسي :
منهم ليوث لا ترام وبعضهم * مما قشت وضم حبل الحاطب حيث قابل لفظ منهم بما هو مبتدأ أعني لفظة بعضهم ، وقد يقع الظرف موضع المبتدأ مع تقدير الموصوف كقوله تعالى - ومنا دون ذلك - وما منا إلا له مقام معلوم - فالقوم قد روى الموصوف في الظرف الثاني وجعلوه مبتدأ والظرف الأول خبرا ، وعكسه أولى بحسب المعنى : أي جمع منا دون ذلك ، وما أحد منا إلا له مقام معلوم ، لكن وقوع الاستعمال على أن من الناس رجالا كذا وكذا دون رجال يشهد لههم ( قوله والإشارة إلى الذين كفروا ) يعنى على تقدير كونه محمولا على الجنس مرادا به المصرون مطلقا ، وفى ذلك مزيد تقبيح للقسم الأخير وتذكير لذم الأولين ، كأنه قيل : ومن هؤلاء المصرين على الكفر الذين عرفت حالهم القوم الذين من شأنهم في التصميم على النفاق كيت وكيت ، ولما كان المعهود ههنا مذكورا بلفظ آخر أشار إلى ذلك كقوله ( ونظير موقعه ) أي موقع الناس ( موقع القوم ) وجعل من موصوفة مع الجنس موصولة مع العهد رعاية للمناسبة والاستعمال ، أما المناسبة فلأن الجنس مبهم لا توقيت فيه ، فناسب أن يعبر عن بعضه بما هو نكرة ، والمعهود معين فناسب أن يعبر عن بعضه بمعرفة . وأما الاستعمال فكما في الآيتين المذكورتين لما أريد بالمؤمنين الجنس عبر عن بعضهم بالنكرة ، وأريد بالضمير جماعة معينة من المنافقين عبر عن بعضهم بالمعرفة . قيل والسر في ذلك أنك إذا قلت : من هذا الجنس طائفة شأنها كذا ، كان التقييد بالجنس مفيدا ، بلاخف ما إذا قلت : من هذا الجنس الطائفة الفاعلة كذا لأن من عرفهم كونهم من الجنس أولا . وإذا قلت : من هؤلاء الذي فعل كذا ؟ كان حسنا ؟
إذ فيه زيادة تعريف له ، ولا يحسن كل الحسن أن يقال : فاعل كذا لأنه عرفهم كلهم إلا إذا كان في تنكيره

نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست