responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 149


مخلدون في النار تعريض بأهل السنة حيث يطمعون في ذلك . والجواب أن المقصود اختصاصهم بالكامل من الهدى والفلاح ، فلا يلزم من ذلك أن لا يكون لغيرهم هدى ولا فلاح أصلا ( قوله استفلحي ) فهو من كنايات الطلاق : أي فوزي واستقلي بأمرك ( قوله على معنى الشق ) يقال فلحت الأرض : أي شققت والحديد بالحديد يفلح : أي يشق ويقطع ، ومنه الفلاحة بمعنى الحراثة ( قوله فلق ) شق ، وفلذ قطع ، وفلى فرق الشعر لطلب القمل ( قوله قفى على أثره ) يقال قفيته به وقفيت به على أثره : أي أتبعته إياه ، وفى قوله سواء عليهم وجود الكتاب وعدمه إشارة إلى التناسب بين القصتين الذي حسن به تعقيب إحداهما بالأخرى زيادة حسن وإن لم يصلح مصححا له عطف بينهما ( قوله فبين الجملتين تباين في الغرض والأسلوب ) أما التباين في الأول فلأن الغرض من الأولى بيان بلوغ الكتاب غاية الكمال في الهداية تقريرا لكونه يقينا لا مجال فيه للشك ، وتحقيقا لكونه ذلك الكتاب الكامل في جنسه المتحدى بإعجازه ، ومن الثانية بيان إصرار الكفار على ما هم عليه من الكفر والضلال وأنه لا يجدى عليهم الإلطاف والإنذار . وأما التباين في الثاني : أي الأسلوب وهو الفن والطريق فلأن طريق الأداء في الأولى إن يحكم على الكتاب مع حذفه لفظ بما جعل الملقون قيدا لما حكم به عليه ، وفى الثانية أن يحكم على الكفار قصدا مع ذكرهم لفظا ، وصدرت بأن إشعارا بالانقطاع والشروع في فن آخر . لا يقال الجملتان مسوقتان لبيان حال الكتاب ، فالأولى لبيان أنه هدى للمتقين ، والثانية لبيان أنه ليس هدى لأضدادهم فيهما على حد يحسن العطف بينهما . لأنا نقول : قد عرفت أن الذي سيقت له الثانية هو الحكم على الكفار بالإصرار ، وأن وجوده الإنذار وعدمه سواء عليهم ، وأما أن الكتاب بحيث لا يجديهم فمعلوم تبعا لا قصدا ، ولو كان مقصودا لم يحسن العطف أيضا لأن الانتفاع به صفة كمال له يؤيد ما سيق له الكلام في هذا المقام من تفخيم شأنه وإعلاء مكانه بخلاف عدم الانتفاع ( قوله فهو في الحقيقة كالجاري عليه ) يعنى أنه وإن كان في صورة كلام مستقل منقطع عما قبله حيث جعل مبتدأ

نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست