نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 141
الحسن ، فإن الأولى في وصف الكتاب بكمال الهداية للمؤمنين ، والثانية لسلب الاهتداء عن طائفة أخرى لم يؤمنون به . قويل المعنى على التعريض أن الكتاب هدى للمتقين وليس هدى لمن عداهم ، فالمعطوف والمعطوف عليه متناسبان غاية التناسب . وفيه نظر لأن سلب كونه هدى لغيرهم ليس صفة كمال له فلا يلائم تلك الأوصاف الفاضلة التي يشد بعضها بعضا ، بخلاف سلب الهداية عمن لم يؤمنوا به فإن فيه إشارة إلى كماله ، وإن اختلف الموصولان ذاتا كان الأولى بالثاني أن يعطف على الأول تقسيما للمتقين ، فإذا جعل مبتدأ فإن لم يجعل الاختصاص تعريضا فقد ترك ما هو أولى بلا سبب وفات نكتة السؤال المقدر ، وكان التخصيص المستفاد من المعطوف منافيا في الظاهر لما استفيد من المعطوف عليه من التخصيص ، وإن جعل تعريضا كان وجهه ههنا أظهر مما مر ، ولم يكن التخصيص في المعطوف مقصودا بل وسيلة إلى التعريض ، وتعين أن يكون بالقياس إلى المعرض بهم والحال في العطف كما سلف ( قوله وفى اسم الإشارة ) توهم بعضهم أن الإيذان المذكور مختص بما إذا وقع الاستثناف على أولئك وهو باطل ، والصواب كما أشرنا إليه أنه جار على جميع الأوجه الثلاثة ، وذلك لما عرفت من أن أسماء الإشارة حقها أن يشار بها إلى محسوس مشاهد وإلى ما ينزل منزلته في تميزه وظهوره ، ولما كانت الصفات المجراة على المتقين مميزة لهم جاعلة إياهم كأنهم حاضرون مشاهدون وضع أولئك موضع المضمر إشارة إليهم من حيث أنهم موصوفون بها كأنه قيل أولئك المتميزون بتلك الصفات ، فصار الكلام من ترتيب الحكم على الأوصاف المناسبة ومفيدا للعلية ، بخلاف المضمر فإنه راجع إلى الذات وليس فيه ملاحظة أوصافها وإن كانت متصفة بها في نفسها ، فلا ترتيب هنالك على وصف مناسب ، فإن قلت : قد تقدم منك في توجيه قوله فيكون الخطاب أدل على أن العبادة له بذلك التمييز ما يدل على أن في المضمر إيذانا في الجملة وسياق كلامه ههنا ينافيه . قلت : إذا حمل التنوين في إيذان على التعظيم زالت المنافاة ( قوله فالمذكورون قبله ) أدخل الفاء في خبر إن المفتوحة على معنى السببية بحسب الإخبار ، وإنما قال أهل لاكتسابه لأن الهدى والفلاح نتيجة الكسب ( قوله ولله صعلوك ) أوله : لحا الله صعلوكا مناه وهمه * من العيش أن يلقى لبوسا ومطعما ينام الضحى حتى إذا ليله أتى * تنبه مسلوب الفؤاد مورما ولله صعلوك ياسور همه * ويمضى على الأحداث والدهر مقدما فتى طلبات لا يرى الخمص ترحة * ولا شبعة إن نالها عد مغنما إذا ما رأى يوما مكارم أعرضت * تيمم كبراهن ثمة صمما يرى رمحه أو نبله ومجنه * وذا شطب عضب الضريبة مخذما وأحناه سرج فاتر ولجامه * عتاد أخي هيجا وطرفا مسوما
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 141