responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 78


الرحمة ، وأرادها لنفسه ، وشفاء من الكفر والإلحاد ، ومن الجهل والفساد ، ومن كل رذيلة لمن أخلص للَّه والحق . قال الإمام علي ( ع ) في وصف القرآن :
« انه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، والري الناقع ، والعصمة للمتمسك ، والنجاة للمتعلق . ومن خالف حكما من احكام القرآن فما هو منه في شيء بل هو من الظالمين الخاسرين ( ولا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً ) . القرآن رحمة للمؤمنين ، ونقمة على الظالمين والمفسدين لأنهم كلما عصوا حكما من أحكامه ازدادوا إثما وعذابا .
( وإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الإِنْسانِ أَعْرَضَ ونَأى بِجانِبِهِ وإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً ) .
ويتلخص معنى هذه الآية بقول الإمام علي ( ع ) في وصف الإنسان : « ان استغنى بطر وفتن ، وان افتقر قنط ووهن » . وتقدم نظيره في سورة يونس الآية 12 ج 4 ص 139 والآية 9 من هود ج 4 ص 212 .
( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) . قال المفسرون : « الشاكلة الطريقة والمذهب ، ومعنى الآية أن كلا من المؤمن والكافر يعمل على طريقته وخليقته » . أما نحن فنشرح الآية - كما فهمناها - بما يلي :
1 - ان كلمة كل تدل على استغراق الأفراد ، فأية قضية تعلق الحكم فيها بكلمة « كل » فإنها تنحل إلى قضايا بعدد ما شملت من الأفراد - مثلا - إذا قلت : كل انسان يفهم هذا فكأنك قلت : زيد يفهمه وبكر وهند الخ . أما إذا قلت : جميع الناس يفهمونه فالقضية واحدة ، والحكم واحد تعلق بالمجموع ، لا بكل فرد فرد ، وعليه يكون المعنى أن لكل فرد من افراد الإنسان شاكلة تخصه وحده تماما كبصمة إبهامه .
2 - روي عن جعفر الصادق ( ع ) انه فسر الشاكلة بالنية ، ويدل على صحة هذا التفسير قوله تعالى بلا فاصل : « فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً » أي ان اللَّه اعلم بمن يبتغي الهداية ، ويسلك سبيلها مجردا عن كل قصد إلا وجهه الكريم . وعليه يكون المعنى ان كل انسان يعمل على نيته ، وان اللَّه سبحانه يعامله بحسبها ان خيرا فخيرا ، وان شرا فشرا ، فمن تظاهر بالخير ليخدع الناس ، ويبتغي بعمله مآرب شريرة فهو عند اللَّه من المجرمين الأشرار ، ومن سرق رغيفا ليقيم

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست