ينصب لا يلبثون بالعطف على ليخرجوك لوجود إذا . وخلافك ظرف منصوب بلا يلبثون لأنها بمعنى بعدك أو بعد إخراجك . وقليلا صفة لمحذوف أي إلا زمنا قليلا . وسنة مفعول مطلق لفعل محذوف أي سنّ اللَّه سنة .
المعنى :
( وإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ) . ضمير كادوا ويفتنونك يعود إلى المشركين ، فلقد حاولوا أن يساوموا رسول اللَّه ( ص ) في أن يستجيبوا له ، ويتخذوه وليا وصدّيقا لبعض ما يريدون . . . من ذلك أن يتمسح بآلهتهم ، كما في بعض الروايات ، أو يترك التنديد بها - على الأقل - ولكن النبي لم يستجب لطلب المشركين لأنه معصوم ، والمعصوم لا يساوم على دينه ورسالته .
وتسأل : ان قوله تعالى : ( كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ) يدل على انه همّ وأوشك أن يستجيب لمساومتهم ؟ .
الجواب : ان هذه الآية تتصل اتصالا وثيقا بالآية التي تليها بلا فاصل ، وهي قوله تعالى : ( ولَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) ولو لا حرف امتناع تدخل على جملتين ، وتربط امتناع الجملة الثانية بوجود الأولى ، والجملة الممتنعة هي لقد كدت ، والجملة المانعة هي ثبتناك أي عصمناك ، وعليه يكون المعنى انك يا محمد لو لا عنايتنا بك بالعصمة عن الذنب لأوشكت أن تركن إلى المشركين ، وتستجيب لهم ، فالعصمة هي التي منعتك عن الاستجابة . .
وهذا تماما كقول القائل : لو لا فلان لهلكت . وتقدم نظيره في ج 4 ص 303 عند تفسير الآية 24 من سورة يوسف : « ولَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ » . . هذا إلى ان التفكير بالفعل شيء ، ومباشرته شيء آخر ، وقد تواتر عن النبي انه قال : « وضع عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تفعل أو تتكلم » أي ان مجرد حديث النفس لا أثر له ، وفي رواية ان المشركين حين عرضوا على النبي ما عرضوا سكت عن جوابهم .
( إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وضِعْفَ الْمَماتِ ) . ضعف الشيء ما زاد عليه