ونسبة البدء والإعادة إليه واحدة ، بل الإعادة بطبعها أيسر لأنها إرجاع ما كان إلى ما كان ، اما البدء فخلق وإيجاد . . نقول هذا مع علمنا بأن اللَّه يخلق القليل والكثير ، والعظيم والحقير بكلمة « كن فيكون » .
( فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ ) يحركونها استهزاء وتكذيبا ( ويَقُولُونَ مَتى هُوَ ) هذا البعث ؟ . ومرادهم من السؤال الاستبعاد والاستنكار ( قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً ) والمراد بالقرب هنا التحقق والوقوع لأن كل آت قريب .
( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ) . المراد باليوم يوم البعث ، وبالدعاء النفخ في الصور والاستجابة هنا كناية عن خروجهم من القبور ، وبحمده أي طائعين منقادين : « ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ - 51 يس ( وتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً ) حين يخرج الناس من القبور يظنون انهم ما أقاموا في دار الدنيا إلا يوما أو بعض يوم : « قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ » - 113 المؤمنون .
وقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الآية 53 - 57 وقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً ( 53 ) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ( 54 ) ورَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً ( 55 ) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ ولا تَحْوِيلاً ( 56 ) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى