responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 50


والدعوة إلى اللَّه ، ولا تكترث بهم ، فنحن نحرسك منهم ، ونمنعهم عنك .
( وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وفِي آذانِهِمْ وَقْراً ) . هذا كناية عن تمرد المشركين على الحق وعنادهم له ، اما نسبة الأكنة والوقر إلى اللَّه فقد تكلمنا عنها مفصلا عند تفسير الآية 25 من الأنعام ج 3 ص 176 ، وهي نظير هذه الآية نصا ومعنى .
( وإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) . كان المشركون إذا سمعوا رسول اللَّه يقول : لا إله إلا اللَّه ، ونحو ذلك ، يعرضون عنه مدبرين ، ويقولون : ً جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ » - 5 ص . ولا سر لهذا النفور والاعراض إلا لأن كلمة التوحيد تنطوي على المبدأ القائل : « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ » .
لا طبقات ولا امتيازات .
( نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً ) . ضمير به يعود إلى ( ما ) وهي هنا اسم موصول بمعنى الشيء . . وتفسير الآية ان اللَّه سبحانه بعد ان قال : « وفِي آذانِهِمْ وَقْراً » قال : نحن اعلم يا محمد أنك حين تتلو القرآن لا يستمع إليك المشركون بقلوب واعية وآذان صاغية ، بل يستمعون إليك بروح الحقد والكراهية ، والعناد والمكابرة ، ثم يقول بعضهم لبعض وللناس أيضا : ان محمدا ساحر ومسحور تلبسته الجن ، ونطقت على لسانه بهذه الحكمة والبلاغة ، وإلا فمن أين لمثله ، وهو الأمي أن يأتي بهذا الاعجاز ؟ . وفوق هذا لا كنز له من ذهب أو فضة ، ولا جنة من نخيل وأعناب . .
وهكذا ذهب بهم التفكير الطبقي إلى ان صاحب المال وحده هو صاحب المناصب الشريفة ، دينية كانت أو زمنية : « وقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ » - 31 الزخرف . . اما العقل والصدق والأمانة فكلام فارغ .
( انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثالَ ) استكثروا على محمد ( ص ) أن يكون رسولا للَّه ، وان ينطق بلسان اللَّه فضربوا له الأمثال بجعله مجنونا تارة ، وساحرا تارة ، ومرة كاهنا ، وحينا شاعرا . . محمد الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق ساحر مجنون . . . فكيف بغيره من الطيبين الأخيار ؟ . . ولما ذا محمد ساحر

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست