responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 499


ومهما يكن فان محل الشاهد في الآية ان اللَّه لا يدع الظالمين وظلمهم ، وانه ينتقم منهم على أيدي المخلصين أو بأي سبب من الأسباب ولو بعد حين ، وهذا ما نعتقده ونؤمن به ، أما تحقيق المسائل التاريخية ، وغيرها فندعه لأهل الاختصاص إلا إذا كنا على يقين منه .
( فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ ) خرج فرعون بخيله ورجله في طلب موسى وأصحابه ، فأدركوهم حين شروق الشمس ( فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ ) جمع موسى وجمع فرعون رأى كل منهما الآخر ( قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) قالوا فزعا وهلعا :
لحق بنا العدو ، ولا طاقة لنا به ( قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) . قال موسى لقومه : لا تخافوا من فرعون وقوته ، ان اللَّه أقوى وأعظم ، وهو معي وسترون . . وما أتم كلامه حتى أمره اللَّه أن يضرب البحر بعصاه ، ولما ضربه انشق اثني عشر طريقا على عدد الأسباط الإسرائيليين ، وارتفع الماء بين طريق وطريق كالجبل العظيم ، وتجاوز موسى وقومه البحر إلى الشاطئ الثاني . وتقدم مثله في الآية 77 من سورة طه .
( وأَزْلَفْنا ثَمَّ الآخَرِينَ وأَنْجَيْنا مُوسى ومَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ ) .
أزلفنا أدنينا ، وثم بفتح الثاء أي هناك ، والمراد بالآخرين جمع فرعون ، والمعنى ان اللَّه سبحانه بعد ان جاوز ببني إسرائيل البحر إلى الضفة الثانية ، وأصبحوا بمنجاة وصل جمع فرعون ، وشاهدوا المعجزة الكبرى في وقوف مياه البحر كالجبال ومسالكه الممهدة ، ففرح فرعون وقال لجمعه : انظروا كيف استجاب البحر لرغبتي ، وفتح لي الطريق إلى الخارجين على إرادتي ، ثم اقتحموا تلك المسالك ، وساروا في أمان واطمئنان . . وما ان توسطوا البحر حتى انطبق عليهم أجمعين ، ولم ينج واحد منهم بعد ان حذروا كثيرا وأمهلوا طويلا ، ولكن لجوا في طغيانهم يعمهون .
( إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً ) معجزة خارقة ، وعبرة وعظة ( وما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) . ضمير أكثرهم يعود إلى بني إسرائيل الذين أنجاهم اللَّه من فرعون ، لا إلى المغرقين كما قال جماعة من المفسرين أخذا بظاهر السياق .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست