responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 474


ونسب إليه تعالى الظل ومده وقبضه مع ان ذلك يستند إلى الأرض مباشرة كما ذكرنا لأنه جل وعز هو المؤثر الأول في الوجود ، وان الفيض كله من عنده ، وليست الظواهر الكونية إلا وسائط .
2 - ( وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً ) . وصف سبحانه هنا الليل باللباس ، وفي الآية 96 من سورة الأنعام وصفه بالسكن : « وجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً » والمعنيان متقاربان لأن اللباس يحجب الأبصار ، ولا صوت للسكون يصل إلى الأسماع .
3 - ( والنَّوْمَ سُباتاً ) سكونا وانقطاعا عن العمل ، يقال : سبت القوم إذا استراحوا وانقطعوا عن العمل .
4 - ( وجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً ) حركة وعملا ، وأوضح تفسير لهذه الآية قوله تعالى : « ومِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » - 73 القصص أي لتسكنوا في الليل ، وتعملوا في النهار طلبا للعيش .
5 - ( وهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً ) . المراد برحمته هنا المطر ، والمعنى ان الرياح تبشر بنزول الماء من السماء وهو طاهر في نفسه مطهر لغيره على حد تعبير الفقهاء ( لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً ونُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وأَناسِيَّ كَثِيراً ) . قال سبحانه هنا بلدة ، وفي الآية 56 من سورة الأعراف قال : « سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ » . ويدل هذا على ان البلدة والبلد بمعنى واحد ، ولذا قال : بلدة ميتا ولم يقل ميتة . أنظر تفسير الآية 56 من سورة الأعراف ج 3 ص 342 ، وأيضا تفسير الآية 30 من سورة الأنبياء ( ولَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً ) . ضمير صرفناه يجوز أن يعود إلى القرآن ، وعليه تكون الآية بمعنى قوله تعالى : « ولَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً » - 41 الاسراء . ويجوز أن يعود ضمير صرفناه إلى المطر ، ويكون المعنى ان اللَّه سبحانه أرسل المطر من مكان إلى مكان لأنه لو دام واستمر في مكان واحد لهلك أهله غرقا ، ولو انقطع عنهم كلية لماتوا عطشا ، وعلى كل عاقل أن يتدبر هذه الحكمة والنعمة ويشكر اللَّه عليها ، ولكن أبى أكثر الناس إلا الجحود باللَّه ، والكفران بأنعمه .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست