responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 445


بالدعاء لمن استأذنه صدقا وإخلاصا ، لا كذبا ونفاقا .
وتسأل : قال تعالى لنبيه الكريم في الآية 43 من سورة التوبة : « عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ » وفي آية النور فوض أمر الإذن إليه ، فما هو وجه الجمع بين الآيتين ؟ .
الجواب : أمر اللَّه نبيه في آية التوبة بالتثبت حتى يميز الكاذب من الصادق ، وفي آية النور ترك له حرية التقدير بعد ان يعرف حقيقة طالب الإذن وأهدافه والنتائج المترتبة على الإذن مؤمنا كان الطالب أو منافقا ، وعلى هذا الأساس يأذن أو يمنع ، فقد تستدعي المصلحة الإذن للمنافق لأن في وجوده مع الجماعة المسلمة مضرة ، وقد تستدعي المصلحة ان لا يأذن للمؤمن لأن المصلحة تستدعي بقاءه مع المسلمين .
( لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ) . الخطاب لمعاصري النبي ( ص ) ، يؤدبهم به تعالى مع نبيه الكريم بأحسن الآداب حيث أمرهم أن لا يدعوه عند الاستئذان وغير الاستئذان باسمه أو كنيته ، مثل يا محمد ويا أبا القاسم كما يدعو بعضهم بعضا بل ان يدعوه بأكرم صفاته وأجلها ، وهي النبوة والرسالة ، مثل يا نبي اللَّه ويا رسول اللَّه . . فان توقيره من توقيره تعالى ، فلقد قرن طاعته بطاعته في العديد من الآيات ، وقال في الآية 156 من سورة الأعراف : « فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وعَزَّرُوهُ - أي وقروه - ونَصَرُوهُ واتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » وقال : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ » - 2 الحجرات .
( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً ) . قد هنا للتحقيق ، والمعنى ان اللَّه لا يخفى عليه تسلل المنافقين من مجلس الرسول خفية حين يذكر الجهاد ونحوه من الأمور العامة التي تهم المسلمين . وفي بعض الروايات انهم كانوا ينصرفون من مجلس الرسول ( ص ) متسترا بعضهم ببعض ، والى هذا تشير كلمة ( لوذا ) . .
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) . الضمير في أمره يعود إلى اللَّه تعالى ، والمراد بالفتنة هنا البلاء في الدنيا . . وهذا تهديد

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست