responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 436


المعنى :
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) . ظاهر الآية يدل على ان أية أمة تؤمن باللَّه ورسوله ، وتلتزم العمل بشريعته فان اللَّه يستخلفها ويمكن لها في الأرض كان على ربك حتما مقضيا . .
وقد أخذ بعض المفسرين بهذا الظاهر ، ثم شرع يشرح ويفسر معنى الايمان والعمل الصالح وحدودهما وقيودهما .
أما نحن فمع الذين قالوا : ان المقصود بالآية هم النبي والصحابة خاصة ، فإنهم لاقوا الكثير من الأذى والعناء في ذات اللَّه قبل الهجرة وبعدها ، ورماهم المشركون واليهود عن قوس . واحدة ، وكانوا ، وهم في المدينة إلى عام الفتح ، لا يصبحون ولا يمسون إلا مع السلاح ، حتى قال قائلهم - كما في تفسير الطبري - ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ، ونضع عنا السلاح . . فقال له النبي ( ص ) : لا تعبرون يسيرا حتى يجلس الرجل ليس معه سلاح . وتحقق وعد اللَّه ورسوله ، فما مضت الأيام حتى عاشوا آمنين على أنفسهم وأموالهم ، وحكموا البلاد العربية كلها ، وفتحوا الكثير من بلاد المشرق والمغرب .
( ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ ) . يشير سبحانه إلى انتشار الإسلام وسلطانه في شرق الأرض وغربها ( ولَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) . وهذه هي نتيجة الصبر والتوكل على اللَّه ، وتقدم ذلك بصورة أوسع في الآية 26 من سورة الأنفال ج 3 ص 469 . ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) . والشرك لا يختص بعبادة الأصنام ، فمن أطاع المخلوق في معصية الخالق فهو في حكم المشرك .
( ومَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ ) إشارة إلى الاستخلاف والتمكين في الأرض ، والأمن بعد الخوف ( فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) واللَّه لا يهدي القوم الفاسقين ( وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) . هذا بيان وتفسير لقوله تعالى في الآية السابقة : الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ ومَأْواهُمُ النَّارُ ولَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) . الخطاب في لا تحسبن لرسول اللَّه ( ص ) ، والغرض منه تهديد منه خالف رسالته وعاندها ، وأيضا هو

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست