responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 430


متعلق بمحذوف صفة لجبال ، ومثلها من برد أي صفة بعد صفة . من يمشي على بطنه ، ومن يمشي على أربع ( من ) استعملت هنا فيمن لا يعقل .
المعنى :
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهً يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ويُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) . يرسل سبحانه الرياح ، فتثير سحابا يسوقه من بلد إلى بلد ، ثم يجمع بعضه فوق بعض على هيئة الجبال ، وفي هذا السحاب ماء سائل ، ومتجمد في قطع ثلجية تسمى بردا يخرج من السحاب ( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ ويَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ ) . يتصرف سبحانه في البرد على موجب حكمته ، فان اقتضت إهلاك زرع أو أي شيء أرسل عليه البرد ، والا صرفه عنه . وتقدم مثله في الآية 12 من سورة الرعد ج 4 ص 388 وقلنا هناك وفي مناسبات شتى : ان الظواهر الكونية تستند إلى أسبابها الطبيعية مباشرة ، وتنتهي إليه تعالى بالواسطة لأنه خالق الكون بما فيه .
( يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصارِ ) . ضمير برقه يعود إلى السحاب ، ويذهب بها يخطفها ، قال تعالى : « يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ » - 20 البقرة ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ والنَّهارَ ) طولا وقصرا ( إِنَّ فِي ذلِكَ ) التقلب ( لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصارِ ) الذين لا يقفون عند الأسباب الظاهرة ، ويدركون مبدعها وموجدها .
( واللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ ومِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ومِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ ) . ان لقدرة اللَّه ووحدانيته شواهد وبينات لا يبلغها الإحصاء ، منها ما يتجلى في خلق الجماد ، ومنها ما نشاهده في خلق النبات ، ومنها في خلق الحيوان ، وما يدب على الأرض ، واليه الإشارة في هذه الآية ، ومحل الشاهد في الدابة على قدرة اللَّه وعظمته ان الماء عنصر أساسي في تكوين الدابة وتركيبها ، وحقيقة الماء واحدة مع ان الدابة التي خلقت منه متنوعة ، فمنها من يمشي على بطنه كالزواحف ، ومنها من يمشي على رجلين كالإنسان ، ومنها ما يمشي على أربع كالأنعام والخيل والبغال والحمير والوحوش . .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست