قلت : بالعكس ، أيدت فتوى الشيوخ ، وفندت رأي من رد عليهم .
قال : كلا ، وقد احتفظت بالصحيفة التي نشرت فيها كلمتك لأجابهك بها .
قلت : هاتها . . فقام مسرعا ، وجاء بالصحيفة وشرع يقرأ بحماس كالظافر المنتصر .
قلت : ما ذا رأيت ؟ . . فبهت وأسقط في يده . . وحضر هذا المشهد - وللَّه الحمد - رفيقي السيد وشيخ من أقارب الشيخ - على الهامش ما زال الشاهدان من الأحياء ، نحن الآن في صيف سنة 1969 .
ولا أجد تفسيرا لاقدام هذا الشيخ على تكذيب نفسه بنفسه إلا انه - غفر اللَّه له - كان يتمنى لي العثرات واللعنات ، فأخذ يبحث بالسراج والفتيلة - كما يقول العامليون - ليشيعها ويذيعها ، ولما قرأ اسمي في الصحيفة تحرك حقده الكامن المكبوت ، وطغى حبه للتشهير بي على بصره وبصيرته ، فأراه البياض سوادا ، والحق باطلا . . ولا بدع فان البغض تماما كالحب يعمي ويصم ، وصدق اللَّه العظيم : « لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ولَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ولَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ » - 178 الأعراف .
وما ذكرت هذا الحديث شاكيا أو متبرما . . كلا ، فقد علمتني التجارب ان لا أبالي بالكواذب ، ولكن أملاه عليّ القلم ، ولم يدع لي سبيلا للاختيار ، وهذا شأنه معي كلما انصرفت إليه .
وبعد أن نهى سبحانه النساء المسلمات عن كشف مواضع الزينة إلا الوجه والكفين ، بعد هذا رخص لهن بابداء غيرهما لاثني عشر صنفا :
1 - ( ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ) فلكل من الزوجين ان يرى من صاحبه ما يشاء .
2 - ( أَوْ آبائِهِنَّ ) ويدخل فيهم الأجداد من الأب والأم .
3 - ( أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ ) ويدخل في آباء الأزواج الأجداد من الأب والأم .
4 - ( أَوْ أَبْنائِهِنَّ ) وولد الولد ولد ذكرا كان أو أنثى .
5 - ( أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ ) وان نزلوا .
6 - ( أَوْ إِخْوانِهِنَّ ) من الأم والأب أو من أحدهما .