الإعراب :
سورة خبر لمبتدأ محذوف أي هذه سورة . وتذكرون أي تتذكرون . والزانية والزاني مبتدأ والخبر فاجلدوا ، ودخلت عليه الفاء لأن الألف واللام في الزانية بمعنى التي ، وفي الزاني بمعنى الذي . ومائة مفعول مطلق أو قائمة مقامه لأنها مضافة إلى الجلد ، وكذلك ثمانين فان المميز الجلد أيضا .
المعنى :
( سُورَةٌ أَنْزَلْناها وفَرَضْناها وأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ ) . أنزل سبحانه هذه السورة على نبيه الكريم ، وفيها تعاليم إلهية أوجب العمل بها على كل مكلف لأنها تهدف إلى بناء المجتمع الإنساني بكامله على أساس مصلحته ونموه ، وهذه التعاليم بينة واضحة لا تقبل النقاش والجدال في كل ما تهدف إليه من صيانة الإنسانية من الفساد والضلال ، ومن أجل هذا أو غيره سميت بسورة النور وكل القرآن هدى ونور ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) أنزل سبحانه هذه السورة بينة واضحة لتعلموا وتعملوا .
( الزَّانِيَةُ والزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ) . الخطاب في اجلدوا لمن يقيم الحدود ، وهو الإمام أو نائبه العالم العادل ، وظاهر الآية يدل على ان من زنى يجلد ، محصنا كان أو غير محصن ، لأن أل الجنسية إذا دخلت على المفرد أفادت الاستغراق ، وشملت جميع الأفراد ، ونعني بالمحصن البالغ العاقل المتزوج المتمكن من وطء زوجته متى شاء ، فلو وطأ ، وهو صغير أو مجنون أو كان عزبا أو متزوجا ، ولكن غابت عنه زوجته أو كان بها مرض يمنع من الوطء فهو في حكم غير المحصن . . وكذلك المرأة ، وسئل الإمام أبو جعفر الصادق ( ع ) عن معنى المحصن ؟ فقال : من كان له فرج يغدو عليه ويروح فهو محصن .
هذا ما دل عليه ظاهر الآية ، وهو ان الجلد للزاني المحصن وغير المحصن ، ولكن قد ثبت بالسنة المتواترة واجماع المذاهب الاسلامية ان حكم المحصن والمحصنة الرجم بالحجارة حتى الموت ، وعليه يكون الجلد لغير المحصن والمحصنة ، ولهما