responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 350


عليّ أبوابا من المعرفة بأسرار القرآن وعجائبه التي لا تقف عند حد ، فكثير من الآيات تكررت في كتاب اللَّه بلفظها أو بمعناها ، فأشرح في المرة الأولى المعنى بما أفهمه من اللفظ والسياق وغيره من القرائن . وفي المرة الثانية أعطف الآية المكرورة على ما تقدم مع الإشارة إلى اسم السورة ورقم الآية السابقة ، أو أفسرها بأسلوب ثان ، وقد اتنبه في المرة الثانية أو الثالثة إلى جهة في الآية كانت قد خفيت عليّ من قبل وعلى جميع المفسرين ، وبالأصح على أصحاب التفاسير التي لدي .
وأكثر الآيات تكرارا في كتاب اللَّه هي الآيات الدالة على وحدانية الخالق ، والتنديد بالشرك وأهله ، فقد ذكرها سبحانه بكل أسلوب وبشتى الصور ، وتكلمت عن التوحيد ونفي الشرك في المجلد الثاني ص 344 بعنوان « دليل التوحيد والأقانيم الثلاثة » ، ثم عدت إلى الموضوع بأسلوب آخر في المجلد الرابع ص 391 بعنوان « عقول الناس لا تغنيهم عن دين اللَّه » ، وأيضا أوردته بأسلوب ثالث في تفسير الآية 31 من هذه السورة ، وبأسلوب رابع وخامس حسب المناسبات ، وأعود إليه الآن بالبيان التالي :
ان الهدف الرئيسي للإسلام هو أن يربط الإنسان بخالقه يستلهم منه الهداية فيما يعتقد ويفكر ، وفيما يقول ويفعل ، ويتجه إليه في ذلك كله ، ومن أجل هذا حارب الإسلام الشرك ، واعتبره كبيرة الكبائر ، وجريمة لا تغتفر ، كما اعتبر الرياء والعمل لغير وجه اللَّه في حكم الشرك ، وأخذ المشركين بأقسى العقوبات وأشدها ، وليس من شك ان ايمان الناس ، كل الناس بإله واحد ، وانهم يتحركون بإرادة واحدة يقتضي بطبيعة الحال أن يكونوا جميعا على دين واحد وشريعة واحدة لا أحقاد دينية ، ولا نعرات طائفية ، ولا اتجار باسم الدين والمذهب . . أما الإيمان بتعدد الآلهة ، وان البشرية تتحرك بإرادات كثيرة فان هذا يستدعي بطبيعته الشقاق والتناحر بين بني الإنسان . . فالإسلام - إذن - بدعوته إلى عقيدة التوحيد يهدي الإنسانية إلى الأساس الذي يبتني عليه الحب والإخاء ، والأمن والهناء . . هذا ، إلى ان الإله الواحد الذي يدعو الإسلام إلى عبادته والعمل بشريعته هو الإله العالم الحكيم والعادل الرحيم يحب الخير لجميع الناس على السواء ، ويكره الشر بشتى صوره ومظاهره ، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، والذين أساؤا بما كانوا يعملون .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست