الإعراب :
سلطانا تمييز لأنه بمعنى من سلطان ، وفي الآية 71 من سورة الأعراف « ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ » . ومن نصير ( من ) زائدة إعرابا ونصير مبتدأ ، وللظالمين خبر مقدم . وبينات حال من آياتنا . والنار مبتدأ وجملة وعدها خبر .
وحق قدره مفعول مطلق لقدروا لأنه مضاف إلى مصدر الفعل ، وهو قدره .
المعنى :
( ويَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ ) . ان العلم بالشيء ، أي شيء ، لا يخلو اما أن يكون علما بديهيا ، وهو الذي يحصل للإنسان بمجرد أن يتصور الشيء مثل ان المثلث غير المربع ، والمربع غير المستدير ، واما أن يكون نظريا مثل ان الأرض تدور حول الشمس ، والمراد بالسلطان في الآية الأدلة النظرية ، وبالعلم الفطرة والبداهة ، والمعنى ان المشركين عبدوا الأصنام وما إليها دون أن يستندوا إلى النظر والاستنباط ، أو إلى الفطرة والبداهة ، وقد ظلموا اللَّه بعبادة الأصنام حيث جعلوا له شريكا ، وظلموا أنفسهم لأنهم عرضوها لغضب اللَّه وعذابه ( وما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ) في يوم الحساب والجزاء .
( وإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا ) . ضمير عليهم يعود إلى الذين يعبدون من دون اللَّه . . وكانوا إذا سمعوا من النبي أو المؤمنين آيات القرآن وغيرها من الحجج على التوحيد ونبوة محمد ( ص ) - انعكست على وجوههم علامات الغيظ والحقد ، وهموا ان يبطشوا بمن سمعوا منه الدلائل والبينات ( قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وبِئْسَ الْمَصِيرُ ) . أمر سبحانه نبيه الكريم أن يقول لهؤلاء الحانقين : إذا صعب عليكم الاستماع إلى الحق فان نار جهنم عليكم أشد وأعظم .
صفحات الوجه ونظرات العينين :
لا شيء أثقل على المبطل من كلمة الحق ، وانتصار أهله على الباطل ، وبالخصوص