responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 346


( ويُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهً بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) .
أمسك سبحانه الكواكب بنظام الجاذبية ، كما أمسك الطير في الجو بجناحيه ، وأسند الإمساك إليه تعالى لأنه خالق الكون ، ومسبب الأسباب ، وفي بعض الآيات عبّر عن هذه الأسباب بأيدي اللَّه ، قال تعالى : « أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً » - 71 يس . وقال : « ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ » - 75 ص .
وعلى أية حال فان الغاية من قوله تعالى : ( ويُمْسِكُ السَّماءَ ) الخ هي الإشارة إلى ان على الإنسان أن يطيل الفكر في خلق الكون ، وكيف أتقنه تعالى بقدرته ، ودبره بلطفه وحكمته ، ولو لا هذا اللطف والتدبير لاختل نظام الكون ، وأصبح بجميع كواكبه هباء منبثا .
( وهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنْسانَ لَكَفُورٌ ) . تقدم في الآية 28 من سورة البقرة ج 1 ص 86 فقرة « موتتان وحياتان » أما وصف الإنسان بالكفور والظلوم والفخور ونحوه فليس تحديدا لحقيقته وهويته ، بل هو تفسير لسلوكه في بعض مواقفه . أنظر تفسير الآية 9 من سورة هود ج 4 ص 212 وما بعدها .
( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ) . المراد بكل أمة أهل الأديان ، والمنسك يطلق على ما يذبح لوجه اللَّه من الانعام كما في الآية 34 من هذه السورة وأيضا يطلق على مكان العبادة ، وعلى الشريعة والمنهج ، وهذا المعنى هو المراد هنا لقوله تعالى بلا فاصل : ( فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ ) أي ما دام لكل أهل ملة شريعة ومنهاج فعلى أهل الأديان والملل ان لا ينازعوك يا محمد في الإسلام وشريعته ، فقد كانت شريعة التوراة والإنجيل للماضين ، أما شريعة القرآن فهي لأهل العصر الذي نزل فيه ، ولكل عصر إلى يوم يبعثون ( وادْعُ إِلى رَبِّكَ ) ولا تهتم باعراض من أعرض ، ونزاع من نازع ( إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ ) ومن اتبع هداك فلا يضل ولا يشقى .
( وإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) . أمر اللَّه نبيه الكريم أن يمضي في دعوته ، وإذا نازعوه عتوا وعنادا أن يعرض عنهم ويقول لهم : اللَّه أعلم بعملنا وعملكم ، وبالمهتدين منا ومنكم ، وهو الحكم في يوم الفصل ، وفيه تعرفون المحق من المبطل .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست